للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ضرب الجيش الأول في الولجة قبل أن يصل الجيش الثاني، وفر أندرزغر في جو الهزيمة القائم إلى الصحراء، فمات عطشًا، وجرت المعركة في "٢٢ صفر ١٢هـ/ ٨أيار ٦٣٣م"١.

معركة أليس ٢:

فجع العرب الموالون للفرس بكثير من رجالهم في معركة الولجة، فتنادوا للثأر، وطلبوا من الفرس مساعدة عاجلة، وعسكروا في أليس بقيادة عبد الأسود العجلي، وانضم إليهم بعض الفرس ممن وجدوا في المنطقة، وانتظروا قدوم الجيش الفارسي الذي وعدهم به الإمبراطور، والواقع أن أردشير أمر بهمن جاذويه بالتوجه إلى أليس لمساعدة من اجتمع فيها من الفرس والعرب، وأمده بقوة إضافية بقيادة جابان.

إدرك بهمن جاذويه صعوبة الموقف العسكري، وخطورته فتصرف على محورين:

الأول: عين جابان قائدًا للجيش، وأمره بالتقدم إلى أليس، وأوصاه بعدم الدخول في معركة مع المسلمين حتى يلحق به إلا إذا بدأوه هم بالقتال.

الثاني: غادر المنطقة وتوجه إلى المدائن لإجراء مباحثات مع أركان الحكم، لوضح خطة عسكرية شاملة لوقف زحف المسلمين.

ولما وصل إلى العاصمة الفارسية وجد الإمبراطور مريضًا فأقام إلى جانبه، وترك جابان يواجه قوة المسلمين منفردًا.

وصل جابان في غضون ذلك إلى أليس، وسبق خالدًا إليها، فعسكر فيها ينتظر قدومه، كان خالد في طريقه إلى أليس لمقاتلة من تجمع فيها من العرب، ولم يكن يعلم شيئًا عن وصول جابان إليها، ففوجئ بهذه الأعداد الضخمة من المقاتلين، وكان الجنود الفرس يتناولون الطعام، فاستغل هذه الفرصة، وقرر الدخول في معركة فورًا كي لا يدع لخصمه مجالًا للتفكير ورد الفعل السريع، وفعلًا التحم الجيشان في رحى معركة ضارية انتهت بانتصار المسلمين، وتكبدت قوى التحالف سبعين ألف قتيل، وجرت المعركة في "٢٥ صفر ١٢هـ/ ١١ أيار ٦٣٣م"٣.


١ الطبري: ج٣ ص٣٥٣، ٣٥٤.
٢ أليس: قرية من قرى الأنبار في أول أرض العراق من ناحية البادية، الحموي: ج١ ص٢٤٨.
٣ الطبري: ج٣ ص٣٥٥- ٣٥٧.

<<  <   >  >>