للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

في الطريق إلى المدائن، تقع على حافة السواد وحافة البادية، ويقع الجزء المهم منها على الضفة الغربية لنهر الفرات، وتتصل بالمزارع والمتاجر الواردة من الهند والصين، وأدى سقوطها في أيدي المسلمين إلى:

- تراجع الروح المعنوية للفرس.

- حصول المسلمين على قاعدة تموينية مهمة.

- حصول المسلمين على ميزة سياسية، وعسكرية بفعل موقعها الجغرافي، فهي قاعدة، وموطئ قدم للانطلاق نحو الداخل العراقي، كما أنها طريق مناسب لأي انسحاب إسلامي إذا لزم الأمر.

- خضوع القرى المجاورة لسيطرة المسلمين، ذلك أن الدهاقين كانوا ينتظرون نتيجة الصراع على الحيرة، ولما وقعت في أيدي المسلمين، واطلعوا على شروط الصلح الذي أربمه خالد مع أهلها، اقتدروا بهم كي يجنبوا قراهم ويلات الحرب، نذكر من هؤلاء: دهاقين الملطاط١، وقس الناطف٢، والقرى بين الفلاليج٣، وهرمزجرد٤.

- أتاح فتح الحيرة للمسلمين التوغل في عمق الأراضي العراقية في ما وراء نهر الفرات حتى شاطئ دجلة، ولم يعد للفرس موطئ قدم بين الحيرة، ودجلة.

- بدأ خالد يمارس سلطاته الجديدة العسكرية منها والمدنية، إذ إن النتيجة الطبيعة لعقد المعاهدات دفعته للقيام بأمرين:

الأول: حماية المستفيدين من مفاعيل الصلح ضد التعديات الفارسية.

الثاني: جباية الجزية منهم.

لذلك خصص حاميات عسكرية لحماية أهل الذمة، وأرسل العمال للجباية.

- كان لفتح الحيرة صدى كبير في الجزيرة العربية، إذ كانت في نظر جميع العرب قبلة الشعر، وفرح المسلمون بهذا الفتح فرحًا عظيمًا.

- أقام خالد في الحيرة، وجعلها مقرًا لقيادته، ومعقلًا لجيشه.


١ الملطاط: طريق على ساحل البحر، وكان يقال لظهر الكوفة اللسان، وما ولي الفرات منه الملطاط الحموي: ج٥ ص١٩٢.
٢ قس الناطف: موضع قريب من الكوفة على شاطئ الفرات الشرقي، المصدر نفسه: ج٤ ص٣٤٩.
٣ الفلاليج: قرى السواد، المصدر نفسه: ص٢٧٠.
٤ هرمزجرد: ناحية بأطراف العراق، المصدر نفسه: ج٥ ص٤٠٢.

<<  <   >  >>