للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بتعليمات مهمة١ تشكل مخططًا واضحًا للتعبئة، وتحدد السياسة الإسلامية العامة لقادة جيوش الفتوح، وتوضح المعطيات التالية:

- عدم إلزام القائد، نفسه وأصحابه، بما يؤثر على مسيره، وإعطاء كل جندي حقه مع الراحة الضرورية لأفراد الجيش للمحافظة على قدرتهم القتالية، على أن يشاورهم في الأمر للوصول إلى قرار سليم؛ لأن ذلك يرفع من روحهم المعنوية، كما أن عليه ألا يكون شديدًا على مرءوسيه حتى لا يضعف روحهم المعنوية.

- تأمين العدل لمرءوسيه، وإبعاد الشر والظلم عنهم فيوقت السلم حتى يلازموه في وقت الحرب.

- تنفيذ المبادرة وإعادة تجميع القوات، وعدم الفرار عند لقاء العدو؛ لأن ذلك يغضب الله.

- تجنب قتل الأولاد والشيوخ، والأطفال ونقض العهود والعذر؛ في حال الانتصار؛ لأن ذلك يؤدي إلى بث الطمأنينة في نفوس سكان المناطق المفتوحة، ويدفعهم إلى الالتزام بما عاهدوا عليه، وفي ذلك كسب كبير للمسلمين.

- عدم التعرض لرجال الدين في الأديرة على أن يخير الأعداء المشركون الموالون للشيطان، بين القتل أو الدخول في الإسلام أو الجزية، وفي ذلك كسب معنوي ومادي.

انطلق هذا الجيش في "٢٣ رجب ١٢هـ/ ٣ تشرين الأول ٦٣٣م" سالكًا الطريق المحدد له٢.

الجيش الثاني:

عين أبو بكر شرحبيل بن حسنة قائدًا للجيش الثاني، وهدفه بصرى عاصمة حوران، ويتراوح عديده بين ثلاثة وأربعة آلاف مقاتل على أن يسلك طريق معان -الكرك٣- مأدبًا- البلقاء- بصرى، وأوصاه بمثل ما أوصى به يزيد، وزاد

عليها خصالًا هي: "أوصيك بالصلاة في وقتها، وبالصبر يوم البأس حتى تظفر أو تقتل، وبعيادة المرضى، وبحضور الجنائز، وذكر الله كثيرًا على كل حال".


١ انظر هذه التعليمات عند الواقدي: ج١ ص٨، ابن عساكر: ج٢ ص٧٥- ٧٧.
٢ كمال: الطريق إلى دمشق ص١٧٦.
٣ الكرك: اسم لقلعة حصينة جدًا في طرف الشام من نواحي البلقاء في جبالها، بين أيلة وبحر القلزم وبيت المقدس، وهي على سن جبل عال تحيط بها أودية إلا من جهة الربض، وهي الآن في شرق الأردن، الحموي: ج٤ ص٤٥٣.

<<  <   >  >>