- لم يبادر عمر في الدخول في المعركة قبل إتمام الاستعدادات اللازمة، وبخاصة حشد القوى، وتنظيم الموارد، لقد بدأ حربه مع فارس بدراسة واقعية للموارد المتاحة للمعركة المطلوبة، واهتم اهتمامًا خاصًا بحشد الخطباء، والشعراء ورؤساء القبائل لما لهؤلاء من أثر معنوي في الحرب، لذلك كان تقدم سعد إلى القادسية بطيئًا.
- درس عمر متطلبات الدخول في معركة ناجحة، فتضمنت الرسائل المتبادلة بينه، وبين سعد دراسة ميدانية لأرض المعركة، ومنطقة العمليات من حيث طبيعتها، ومداها، ومسافاتها، وكان اختيار الموقع بصفاته هذه هو أساس لمعركة القادسية، فاعتمدت على مزاياه كلها واستفادت منها، وبعد أن توضحت الصورة الميدانية، خطط للعمليات العسكرية.
- كانت أرض القادسية عند التقاء الصحراء بالسواد، ووراءها الصحراء العربية، وأمامها أنهار السواد وبطائحه المغمورة بالمياه والزرع، فإذا كانت المعركة لصالح المسلمين، انحصر الفرس بين الأنهار، وتعذر على قواتهم الكثيفة الانسحاب، مما يجعلهم هدفًا سهلًا للمسلمين، أما إذا دارت الدائرة على المسلمين، فخط رجعتهم مفتوح على الصحراء التي يتوه فيها الخصم.
- سبق المسلمون الفرس في الوصول إلى أرض المعركة، فاتخذوا مواقعهم فيها قبل أن يعبر هؤلاء، ثم لم يتركوا لهم متسعًا مناسبًا يستوعبهم استيعابًا مريحًا. ففرضوا عليهم مكان المعركة، وظروفها القتالية حين حرموهم من حرية الحركة، والانتشار الضروريين لخوض معركة ناجحة.
- يتبين من دراسة مواقع تمركز الطرفين، أن الشمس كانت تقابل وجوه الفرس، فتضايقهم كما حرمتهم من وضوح الرؤية، بينما هي في ظهور المسلمين.
- تمتع المسلمون بمعنويات مرتفعة، قائمة على إيمان قوي لا يتزعزع، منحت المقاتلين أعلى درجات الشجاعة، فهاجموا الفيلة المدرعة، والمدربة وعليها المقاتلين، وأخرجوها من المعركة مما أحدث أثرًا مزدوجًا، إذ ارتاح المسلمون منها كما فجع الفرس بخروجها؛ لأنهم كانوا يعتمدون عليها، ويعدونها سلاحهم الرهيب، كما واجهوا الأعداد الهائلة من المشاة الفرس، وفرسانهم الدارعين.
- تمتع الفرس بمميزات لم تكن للمسلمين، كانت الكثرة العددية إلى جانبهم،