للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

اتبع عبد الله أسلوب السرعة، والسبق حتى يفاجئ حامية الحصنين، وفعلًا فوجئت حاميتا الحصنين بوصول المسلمين الذين بدأوا فورًا عملية اقتحام منظمة، فاضطرتا إلى الاستسلام وطلب الصلح، فأجابهما عبد الله، وذلك في "أواخر عام ١٦هـ/ أواخر ٦٣٧م"١.

فتح قرقيسياء ٢ وهيت ٣:

بلغت أنباء انتصار المسلمين في تكريت، والموصل مسامع البيزنطيين في بلاد الشام، وكانوا في قتال مع جيوش المسملين هناك، فخشوا أن يصل المسلمون في العراق إلى المناطق الحدودية مع بلاد الشام، فيقعوا بين فكي الكماشة، لذلك شجعوا سكان الجزيرة القرآنية الموالين لهم على مقاومتهم، فاحتشدت جموع منهم استعدادًا لذلك.

وأرسل سعد عمر بن مالك بن عتبة على رأس فرقة عسكرية إلى هبت بناء على تعليمات عمر بن الخطاب، فلما وصل إليها حاصرها، وفصل قسمًا من جيشه لحصار قرقسياء، فاستلمت المدينتان٤.

فتح ماسبذان ٥:

احتشدت قوة عسكرية، ممن فر من الفرس من جلولاء، في ماسبذان على الحدود الفاصلة بين العراق من الغرب، وفارس من الشرق، بقيادة آذين بن الهرمزان، فأرسل إليهم سعد ضرارًا بن الخطاب على رأس قوة عسكرية بناء على أوامر عمر، وانتهى المسلمون إلى سهل ماسبذان، والتقوا بالقوة الفارسية في بهندف، وجرت بينهما معركة أسفرت عن انتصار المسلمين، وتشتت الفرس وأسر آذين فقتله ضرار، ودخل المنتصرون المدينة وفر سكانها إلى الجبال، فدعاهم ضرار إلى العودة لقاء الأمان، ودفع الجزية فعادوا٦.


١ الطبري: ج٤ ص٣٦.
٢ قرقيسياء: بلد على نهر الخابور، قرب رحبة مالك بن طوق على ستة فراسخ، وعندها مصب الخابور في الفرات، الحموي: ج٤ ص٣٢٨.
٣ هيت: بلدة على الفرات من نواحي بغداد فوق الأنبار، المصدر نفسه: ج٥ ص٤٢١.
٤ الطبري: ج٤ ص٣٧، ٣٨.
٥ ماسبذان: مدينة كبيرة عامرة كثيرة الخير، يتصل بها رستاق في الجبال عمل واسع في طريق صعب، المقدسي المعروف بالبشاري: أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم ص٣٠٢.
٦ الطبري: ج٤ ص٣٧.

<<  <   >  >>