للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إعادة فتح همذان:

انتهز سكان همذان فرصة عودة الجيوش الإسلامية إلى الكوفة، وانهماك المسلمين في فتوح مناطق أخرى، فانتفضوا على الحكم الإسلامي، ونقضوا صلحهم مع المسلمين، فأمر عمر نعيم بن مقرن أن يخرج إليهم في اثني عشر ألف مقاتل، وأن يدخل المدينة عنوة عقابًا لأهلها١.

حاصر نعيم المدينة، وأرغم سكانها على إعادة طلب الصلح، ولم يدخلها عنوة٢، ولعل السبب في ذلك هو أنه سمع عن حشود فارسية أخرى بقيادة أسفنديار، كانت تتجمع للاصطدام به طمعًا في إخراجه من المنطقة، واسترداد ما كسبه هو وأخوه من قبل، فآثر أن يحتفظ بقواته سليمة ليواجه بها هذه الجموع المتزايدة.

والواقع أنه في ظل غياب التنسيق الفارسي العام، أخذت حاميات المدن على عاتقها مقاومة المسلمين منفردة أو مجتمعة، فقد تبادلت حاميات الري، وأذربيجان، والديلم الرسائل، واتفقوا على التصدي للمسلمين، فخرج جيش من الديلم بقيادة موتًا، وعسكر في واج روذ، وانضم إليه جيش من الري بقيادة الزينبي أبي فرخان، وجيش آخر قدم من أذربيجان بقيادة أسفنديار الرازي٣.

تجاه هذه التحركات الفارسية، تحصن أمراء المسالح وراء أسوارهم، وكتبوا إلى نعيم في همذان يطلبون مساعدته، كما أخبروا عمر بذلك، خرج نعيم من همذان، ونزل بجنده في واج روذ، واشتبك مع القوى الفارسية في معركة ضاربة، حتى تذكر الناس معركة نهاوند، أسفرت عن انتصار المسملين، وقتل من الفرس

عدد لا يحصى، ونجا أسفنديار الرازي مع قلة من جنوده، وكذلك الزينبي، وأخبر عمر بهذا الانتصار٤.

فتح الري:

توجه نعيم بعد انتصاره، إلى الري، فاستسلمت له حامية قها الواقعة بين واج روذ، والري بقيادة الزينبي، وسار هذا الأخير مع نعيم نحو الري، استنفر سياوخش بن مهران بن بهرام جوبين حاكم الري حاميات المدن المجاورة، فجاءته الإمدادات من دنباوند، وطبرستان وقومس٥، واشتبك مع القوات الإسلامية على سفج جبل الري.


١ الطبري: ج٤ ص١٤٧، ١٤٨.
٢ المصدر نفسه.
٣ المصدر نفسه: ص١٤٨، ١٤٩.
٤ المصدر نفسه: ١٤٨-١٥٠.
٥ قومس: كورة كبيرة واسعة تشتمل على مدن، وقرى ومزارع، وهي في ذيل جبال طبرستان، وقصبتها دامغان، وهي بين الري ونيسابور، الحموي: ج١٤ ص٤١٤.

<<  <   >  >>