للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

- الفرس: وهم من بقايا الفرس الذين أخضعوا بلاد الشام لحكمهم أثناء صراعهم مع البيزنطيين، وقد استقر الكثير منهم، وانتشروا في عدة أماكن من بلاد العرب والشام، ثم انتقلوا إلى السواحل فيما بعد.

- العرب: وكانوا يستوطنون بعلبك قبل الفتح الإسلامي، مما يدل على قدم الوجود العربي في هذه المنطقة من بلاد الشام.

- النصارى: وهم السكان الوطنيون من أهل بعلبك، ومنهم النبط١.

فتح حمص:

كانت مدينة حمص في النصف الأول من القرن السابع الميلادي، أي قبل فتح المسلمين لها، مركزًا إداريًا هامًا، كما كانت قاعدة هرقل، يرسل منها الجيوش لمحاربة المسلمين في الجنوب، ويدبر منها العمليات العسكرية.

سار أبو عبيدة بعد فتح بعلبك إلى حمص، ولما وصل إلى ضواحيها تصدت له قوة عسكرية في جوسية، على بعد ستة فراسخ منها بين جبل لبنان، وجبل سنير، فوجه إليها خالدًا، فاشتبك مع أفرادها وهزمهم، فولوا الأدبار ودخلوا المدينة٢.

وكما امتنعت دمشق على المسلمين، فاضطروا لحصارها، كذلك كان حالهم مع حمص التي أغلقت أبوابها في وجههم.

كانت القوة المدافعة عن المدينة تأمل في تلقي دعم سريع من جيوش الإمبراطورية، والواقع أن هرقل أرسل إلى أفراد الحامية بعدهم بالمساعدة، ويشجعهم على المقاومة، لكن هذه الوعود لم تتحقق حيث كان من الصعب على الإمبراطور البيزنطي أن يجمع جيشًا على وجه السرعة، ويقذف به في المعركة نجدة لحمص، عند ذلك أمل هؤلاء أن يجبر البرد، وقساوة الطقس المسلمين على التراجع، ويبدو أنهم انقسموا إلى فئتين: مالت الأولى إلى التفاهم مع المسلمين بفعل قوتهم التي لا تقهر، وعجز البيزنطيين عن إمدادهم بالمساعدة، وأصرت الثانية على الاستمرار في المقاومة والصمود٣.


١ تدمري، عمر عبد السلام: لبنان من الفتح الإسلامي حتى سقوط الدولة الأموية ص٣٠.
٢ الطبري: ج٣ ص٥٩٩، ٦٠٠.
٣ البلاذري: ص١٣٦، ١٣٧، يروي الطبري أن بعض الحمصيين صالح على صلح دمشق على دينار، وطعام على كل جريب أبدًا أيسروا أو أعسروا، وصالح بعضهم على قدر طاقته إن زاد حاله زيد عليه، وإن نقص نقص، وهذا من عدل المسلمين، المصدر نفسه: ص٦٠٠.

<<  <   >  >>