فبالإضافة إلى القوات الاحتياطية التي وضعها خلف الصفوف، ترك نظام الصف وجعل قواته كراديس، لكل كردوس رئيس، ونجح في اقتباس التنظيم العسكري البيزنطي، وهو نظام الكراديس والفرق،ومحاربتهم به، وانتصاره عليهم قبل أن يدرب جنوده عليه، كما نجح في تنفيذ الحركة الإخراجية التي اعتمدها ضد الفرسان البيزنطيين خلال المعركة، فكان ذلك تطورًا هامًا، وحاسمًا في الخطط، والتنظيم العسكريين في الجيش الإسلامي.
- نجح خالد في الفصل بين فرسان البيزنطيين ومشاتهم، فصرف الفرسان من المعركة عندما فتح لهم طريقًا للهرب من الفرجة التي كانت المنفذ الوحيد لهم، وبقي المشاة وحدهم في ميدان القتال، فانقض المسلمون عليهم وهزموهم، وتعد هذا الحركة من أفضل حركات خالد، وأكثرها ذكاء.
- كان لكل من الطرفين أسلوبه في إذكاء معنوياته، فالبيزنطيون يزحفون في دوي عال حيث تنصح الأبحاث العسكرية البيزنطية، التي تعود إلى القرن السادس الميلادي، باستعمال الأصوات للتمويه على العدو وإرباكه، ولتغطية أعمال الجواسيس، وقساوستهم يخطبون فيهم، ويبثون الحماس في قلوبهم، لكن داخل جنودهم الرعب، فتسلسل عشرات الألوف بالسلاسل حتى لا يفروا، والمسلمون ينشدون الشهادة، ويواجهون البيزنطيين بالصمت، وغض البصر حتى أن صمتهم أرعب هؤلاء، كذلك أدت النساء دورًا في رفع معنويات الرجال.
- كانت معركة اليرموك نموذجًا رائعًا من نماذج التنسيق في الجهد العسكري، والتعاون والتفاهم بين القائد، ووحداته في المعركة، إذ كان خالد يحرك كل وحدة من وحدات جيشه بدقة متناهية، ففي الوقت الذي كان فيه القلب ينشب القتال، كانت الميمنة تتأهب لترد هجمات العدو، فينثني عليها القلب ليساندها، ثم تتراجع الميسرة أمام هجمات العدو، فتقف النسوة في طريق المنهزمين تردهم إلى ساحة القتال، فينحسر البيزنطيون عن مواقعهم، وتتقدم ميسرة المسلمين نحوهم.
- أعلن جبلة بن الأيهم الغساني، زعيم العرب المتنصرة، اعتناقه الإسلام بعد المعركة مع جماعة من قومه بني غسان، وانحاز إلى المسلمين١.
- لقد أصاب أبو بكر حين وضع خطته العسكرية على أساس الاصطدام بالبيزنطيين، وإرغامهم على إرسال أعداد كبيرة من المقاتلين إلى بلاد الشام حيث