للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

- تقوم جزئيًا بحماية الأراضي الأرمينية التابعة لبيزنطية من هجمات المسلمين. وكان فتحه ضرورة عسكرية، وخطوة صائبة من أجل:

- تثبيت الفتوح الإسلامية في العراق، وبلاد الشام وحماية المكتسبات الإسلامية.

- تثبيت السلطة على القبائل العربية التي ما زالت على نصرانيتها، وقطع صلاتها ببيزنطية، ووقف تجنيد العرب في الجيش البيزنطي، وتستوقفنا هنا حادثة فرار جبلة بن الأيهم من المدينة، وتوجهه إلى بلاد البيزنطيين عبر الرقة.

- إزالة الخطر الذي تتعرض له المواصلات الإسلامية.

- القضاء على أية حركة فارسية معادية ومزعجة.

- منع هرقل من الوصول إلى المد الأرميني.

وحدث في عام "١٨هـ/ ٦٣٩م" أن أصيب أبو عبيدة بطاعون عمواس وتوفي، وكان قد استخلف عياضًا بن غنم على حمص، ولم يلبث عمر أن ولاه حمص، وقنسرين والجزيرة، فخرج على رأس الجيش في "منتصف شعبان/ ٢١آب"، وعلى مقدمته ميسرة بن مسروق العبسي، وأغار على الرقة، ثم حاصرها وفتحها صلحًا، فكانت أولى مدن الجزيرة التي فتحها المسلمون، وواصل تقدمه إلى الرها، وعسكر على أحد أبوابها، فقاومه أهلها، وبث خيله في الأماكن المجاورة، ولم تمض ستة أيام حتى طلب قائد الحامية الصلح، فأجابه عياض، وأمنه وأهل المدينة على أنفسهم وأموالهم، وأقروا بالجزية والخراج، وشيء من القمح والزيت، والخل والعسل، واشترط عياض عليهم عدم بناء كنائس أو أديرة، وأن يصلحوا الجسور للمسلمين، وأن يرشدوا من ضل الطريق منهم، ثم تقدم إلى حران فصالحه أهلها على صلح الرها، وأرسل فرقة عسكرية فتحت سميساط، ولم يلبث أهل المدن الأخرى مثل تل موزون، وقرقيسياء وآمد وماردين أن طلبوا الصلح بشروط صلح الرها، فأجابهم عياض، ثم واصل فتوحه في عام "١٩هـ/ ٦٤٠م"، ففتح ميافارقين، وكفرتوثا ونصيبين، وأرزن. وأرسل عمر بن سعد الأنصاري، ففتح رأس العين ودارا، ودخل درب الروم، وأطل على أرمينية، وكانت بغراس إحدى ضواحي أنطاكية، وتلتقي عندها حدود آسيا الصغرى، وقد سكنتها قبائل عربية مثل غسان، وتنوخ وإياد الذين كانوا يساندون البيزنطيين، فهاجمهم حبيب بن مسلمة١.

أدى فتح الجزيرة الفراتية إلى فصل بيزنطية عن القبائل العربية الموالية لها، وقوتها البشرية، وأسهمت في الحاجة إلى البحث عن مصادر بشرية جديدة، وتبديل أساليبها


١ البلاذري: ص١٧٦-١٨٥، وقارن بالطبري: ج٤ ص٥٣-٥٦.

<<  <   >  >>