للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فتح أنطاكية:

سار أبو عبيدة بعد ذلك، إلى أنطاكية، وكانت مركزًا لجيوش الإمبراطورية البيزنطية، وعاصمة الدولة البيزنطية في بلاد الشام، ومقر هرقل ومأمنه، وكان قد لجأ إليها كثير من البيزنطيين، وفتح أثناء زحفه عزاز بدون قتال، وحاولت قوة عسكرية خرجت منها وقف تقدمه إلا أنها فشلت، واضطر أفرادها للعودة، والتحصن بالمدينة، ولما وصل أبو عبيدة إليها ضرب الحصار عليها، وجرت مناوشات بين الطرفين اضطر بعدها السكان إلى طلب الصلح، وأقروا بالجزية، ووافق أبو عبيدة على طلبهم، ودخل المسلمون بعد ذلك إلى المدينة، ونظرًا لأهمية موقعها كمركز متقدم ملاصق لحدود العدو أمر عمر أبا عبيدة بشحنها بالمقاتلين١.

فتوح أقصى شمالي بلاد الشام:

كان من الضروري، لتأمين الفتوح الإسلامية في بلاد الشام، من التعرض لردات فعل البيزنطيين بالسيطرة على منطقة أقصى شمالي البلاد الملاصقة للحدود مع آسيا الصغرى، لذلك، نشر أبو عبيدة فرقه العسكرية في جميع أنحاء المنطقة، ففتحت المدن الصغيرة، والقرى بسهولة نظرًا لانعدام المقاومة الجدية، نذكر منها: معرة مصرين، بوقا، الجومة، سرمين، مرتحوان، تيزين، خناصرة، قورس، الساجور، منبج، مرعش، رعبان، دلوك، عراجين، بالس، قاصرين، اللاذقية أنطرطوس وغيرها، وقد صالحت هذه المدن، والقرى المسلمين على عهود الصلح التقليدية٢.

فتوح الجزيرة:

كان إقليم الجزيرة الفراتية أحد الأقاليم الأكثر إزعاجًا من حيث الاضطراب العسكري في القرنين السادس، والسابع الميلاديين، وبسبب أهميته العسكرية الدفاعية إزاء هجوم قد يأتي من فارس، فقد شحن بحاميات عسكرية ضخمة، وبعد أن فتح المسلمون العراق وبلاد الشام، شكل هذا الإقليم نتوءًا، وقاعدة يمكن أن:

- تنطلق منها وحدات عسكرية لتقوم بهجوم مضاد لاسترداد الأراضي التي فتحها المسلمون.

- تؤمن حصول تنسيق بيزنطي -فارسي، للقيام بعمل مشترك ضد المسملين.


١ البلاذري: ص١٥٢، ١٥٣.
٢ المصدر نفسه: ص١٥٤، ١٥٥.

<<  <   >  >>