للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

- عرفجة بن هرثمة إلى أهل مهرة.

وتألفت ألوية الشمال من الجيوش التالية:

- عمرو بن العاص إلى قضاعة، ووديعة والحارث في شمالي الحجاز.

- معن بن حاجز السلمي إلى بني سليم، ومن معهم من هوازن.

- خالد بن سعيد بن العاص إلى مشارف الشام١.

ويضيف البلاذري أميرًا آخر هو يعلى بن منبه، حليف نوفل بن عبد مناف، إلى خولان باليمن٢.

والملاحظ أن جميع الأمراء الذين اختارهم لقيادة العمليات العسكرية كانوا من المهاجرين، وأنه استبقى الأنصار للدفاع عن مدينتهم، ولا مبرر للقول بأنه استبقاهم حذرًا منهم لما أبدوه في سقيفة بني مساعدة، إذ لم يكن الأنصار دون المهاجرين إيمانًا بالله ورسوله.

إن قراءة متأنية لقرار الخليفة، والتوزيع الجغرافي للألوية تطلعنا على الحقائق التالية:

- مدى خطورة الموقف الذي يواجهه الإسلام كدين، وعقيدة ودولة، والمسلمون كأمة، فقد انتشر المرتدون والخارجون والمتنبئون، من مشارف بلاد الشام شمالًا حتى حضرموت ومهرة، واليمن في الجنوب، ومن البحرين وعمان والخليج العربي شرقًا حتى شاطئ البحر الأحمر غربًا، بالإضافة إلى قلب الجزيرة العربية، ومشارف الحجاز وأبواب المدينة.

- عظيم المسئولية الملقاة على عاتق أبي بكر، والمسلمين من حوله، والتي تتطلب بذل جهد غير عادي لمواجهة الموقف.

- كان المسلمون يمثلون قلة عددية في تلك المرحلة بالمقارنة مع الكثرة العددية للقبائل المرتدة والثائرة، فكان عليهم مواجهة هذه الظاهرة.

- حتمية التعاون بين هذه الجيوش وفق خطة عسكرية محكمة بحيث لا تعمل كأنها جيوش منفصلة تحت قيادات مستقلة، وإنما هي، على الرغم من تباعد الأمكنة، جهاز واحد تلتقي، وتفترق كلها أو بعضها.

- اتخذ أبو بكر المدينة مقرأ له، وقاعدة لإدارة العمليات العسكرية.

انطلقت الألوية الإسلامية من ذي القصة كل إلى الوجهة المحددة لها، بعد أن


١ الطبري: ج٣ ص٢٤٩.
٢ فتوح البلدان: ص١٠٩.

<<  <   >  >>