للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

زود الخليفة قادتها بكتاب ذي مضمون واحد إلى جميع العرب١، يعكس سياسته وأسلوبه في التعامل مع هذه الفتنة بحيث إنه٢:

- حرص على أن يبدأ الكتاب باسم الله، وأن يوضح صفته التي يخاطب بها الناس، ويتعامل معها بمقتضاها، فهو خليفة رسول الله، وله عليهم ما للرسول من الولاية العامة، والطاعة التامة.

- وجه الكتاب إلى العرب عامة، من أقام على إسلامه منهم، ومن رجع عنه، ومعنى ذلك أنه أراد أن يكون مضمونه بيانًا للناس جميعًا سواء من بقي على الطاعة ومن خرج منها.

- اختص بتحية الإسلام، من اتبع الهدى فقط، أما المرتدين والخارجين، فلا سلام عليهم، وذكر الجميع بشعار الإسلام، وأول ركن من أركانه هو شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله.

- أقر بكل ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم، وكفر كل من ينكر ذلك، وتعهد بقتاله.

- وضح رسالة محمد صلى الله عليه وسلم، وبين الأسلوب الذي اتبعه النبي لتحقيق الهدف: {لِيُنْذِرَ مَنْ كَانَ حَيًّا وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِينَ} ، وذكر الجميع بأن النبي اتبع سياسة حازمة تجاه المشركين والكفار.

- أوضح صفة النبي البشرية، ورد على الجماعة التي عجبت من وفاته، وذكرها بما جاء في كتاب الله من أن محمدًا بشر يجري عليه من يجري على سائر البشر من حياة وموت، ويعكس هذا ادعاءات بعض المرتدين: "لو كان محمد نبيًا لما مات"، ثم أبرز قدرة الله، وأنه حي لا يموت.

- قدم النصح للناس بتقوى الله، واتباع ما جاء به رسوله والاعتصام بدينه، وذلك بأسلوب هادئ، وهو في خلال ذلك يبشر المهتدين بثواب الله، ويحذر الضالين من عذابه، وأوضح أن الأمر كله لله، من ثواب وعقاب.

- أشار إلى ما بلغه من ردة بعض العرب عن الإسلام، وخروجهم عن طاعة الله، وأوضح لهؤلاء أن هذا من عمل الشيطان، وحذرهم من المصير الذي ينتظر أولياء الشيطان، وحزبه وهو حكم الله في الضالين.

- كشف سياسته العامة تجاه المرتدين القائمة على منحهم فرصة للتفكير، ودعوتهم بالحسنى للعودة إلى الله، بعد أن انساق كثير من العرب وراء الدعاة، خشية


١ انظر نص الكتاب في الطبري: ج٣ ص٢٤٩- ٢٥٢.
٢ هيكل ص١٢٧، عاشور: ص٩٨.

<<  <   >  >>