(٤٧) سويد بن الحارث الأزدي أورد له أبو سليمان الداراني حديثا طويلا في وفادته على الرسول صلّى الله عليه وسلم، فعن علقمة بن يزيد بن سويد الأزدي قال: حدثني أبي عن جدي سويد بن الحارث قال: (وفدت على رسول الله صلّى الله عليه وسلم سابع سبعة من قومي، فأعجبه ما رأى من سمتنا وزينا، فقال: ما أنتم؟ قلنا: مؤمنون. فتبسم رسول الله صلّى الله عليه وسلم، وقال: إن لكل قول حقيقة، فما حقيقة إيمانكم؟ قال سويد: قلنا: خمس عشرة خصلة، خمس منها أمرتنا رسلك أن نؤمن بها، وخمس أمرتنا رسلك أن نعمل بها، وخمس منها تخلقنا بها في الجاهلية، فنحن عليها، إلا أن تكره منها شيئا، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: ما الخمس التي أمركم رسلي أن تؤمنوا بها؟ قلنا: أن نؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، والبعث بعد الموت. قال: وما الخمس التي أمرتكم رسلي أن تعملوا بها؟ قلنا: نقول: لا إله إلا الله ومحمد رسول الله، ونقيم الصلاة، ونؤتي الزكاة، ونحج البيت، ونصوم رمضان. قال: وما الخمس التي تخلقتم بها في الجاهلية؟ قلنا: الشكر عند الرخاء، والصبر عند البلاء، والصبر في مواطن اللقاء، والرضا بمر القضاء، والصبر عند شماتة الأعداء. فقال النبي صلّى الله عليه وسلم: حلماء علماء كادوا أن يكونوا أنبياء). وعزا الرعيني سويد بن الحارث لابن فتحون، وابن بشكوال، وأبي موسى. الحديث أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف عن عوف بن مالك مع اختلاف يسير ١١/ ٤٢ - ٣٤، وأبو نعيم في الحلية ٩/ ٢٧٩، وذكره الرشاطي في اقتباس الأنوار (ق ١٣/أوق ١٣/ب) فيلم ٥٣٥، وابن الأثير في أسد الغابة وعزا إخراجه لأبي موسى من حديث أبي سليمان الداراني ٢/ ٣٣٥ ت ٢٣٤٣، وابن حجر في الإصابة برواية أبي أحمد العسكري من طريق أحمد ابن أبي الحواري وزاد قائلا: (ساقه الرشاطي، وابن عساكر من وجهين آخرين، ورواه أبو سعيد النيسابوري في شرف المصطفى) ٣/ ٢٢٤ ت ٣٥٩٧ ق ١، وقال الذهبي في ترجمته دون أن يورد الحديث: (إسناده مجهول)، وذكره ابن العلاء الهندي في كنز العمال عن أنس ١٣/ ٣٥٢ - ٣٥٣ ح ٣٦٩٨٩. انظر ترجمته: ابن الأثير: أسد الغابة ٢/ ٣٣٥ ت ٢٣٤٣، الرعيني: الجامع (ق ١٠٢/ب)، الذهبي: التجريد ١/ ٢٤٩ ت ٢٦١٠، ابن حجر: الإصابة ٣/ ٢٢٤ ت ٣٥٩٧ ق ١. (٤٨) أبو سليمان الداراني الكبير، عبد الرحمن بن سليمان ابن أبي الجون العنسي الدمشقي المحدث الرحال، روى عن ليث، ويحيى بن سعيد الأنصاري، وابن أبي خالد، والأعمش، وعنه-