القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين الميلادي، وقد نعى القرآن على هذا التعصب الأعمى للآباء، فقال تعالى:{وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلا يَهْتَدُونَ}[البقرة: ٢/ ١٧٠] .
*- ويتلقف بعض الناس ما توصلت إليه حضارة الأقوام المتحضرة، سعيا وراء المظاهر الحضارية البراقة، وتحقيقا للرفاهية والتعاظم بالمال، والقصور والرياش، وأملا في تقليدهم والوصول إلى ما وصلوا إليه من الغنى، والترف وقد بين الإسلام أن هذا المقصد لا يستحق أن يكون هدفا لذاته، بل ربما كانت مظاهر الترف وسيلة لإغراء الكفار، وزيادة تمسكهم بالدنيا وتماديهم في الضلال وغرورهم، مما يزيد في مسئوليتهم وعذابهم، قال تعالى:{وَلَوْلا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَجَعَلْنَا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِنْ فِضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ، وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَابًا وَسُرُرًا عَلَيْهَا يَتَّكِئُونَ، وَزُخْرُفًا وَإِنْ كُلُّ ذَلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةُ عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ}[الزخرف: ٤٣/ ٣٣-٣٥] .
*- وأما إذا كانت الغاية من الأخذ بأسباب الحضارة، الأخذ بمبادئ القوة، والتمكن في الملك من أجل إقامة شعائر الإسلام، والدفاع عنه فهذا من أعظم المقاصد وأشرفها، قال تعالى:{أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ، الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ، الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ}[الحج: ٢٢/ ٣٩-٤١] .
*- أما إحياء العقيدة في نفوس الأجيال: فهذا هو الهدف الأسمى للتربية الإسلامية، وهو عمل أسمى من أن يوصف بأنه "نقل التراث"، إنه صون الفطرة التي فطر الله الناس عليها، وهي الاستعداد لتوحيد الله، وللتعرف على عظمته من تأمل مخلوقاته، ولتحقيق ذلك زودنا الله بهذا "الإسلام" دين الله، ليكون دليلًا ينير لنا الطريق لنسلكه للوصول إلى هدفنا "عبادة الله والعمل بشريعته".