المراحل المدرسية، التي تبلغ الناشئين المستوى التربوي، والسلوكي والفكري المطلوب ليصبحوا أعضاء نافعين صالحين في أمتهم ومجتمعهم، عاملين على النهوض بمستوى أمتهم، وتحقيق مثلها العليا.
٢- أشكال المناهج الحديثة:
وقد اختلف المربون في أساليب وضع المناهج، وترتيب المواد الدراسية، باختلاف فهمهم لأهداف التربية ومعناها وأساليبها، وسنستعرض أهم أشكال المناهج لنرى رأي الإسلام فيها مرة واحدة، بعد أن نستعرضها واحدة واحدة.
أ- منهج المواد المنفصلة:
وهو المنهج الذي يكون فيه لكل مادة دراسية شخصية مستقلة، ومعلومات مستقلة تماما عن كل اعتبارات المواد الأخرى ومعلوماتها.
فلا يهتم واضعوا مثل هذا المنهج، بإيجاد أي ارتباط أو علاقة بين مادة وأخرى، وهذا المنهج يتنافى مع الوحدة النفسية للناشئ، فهو يعتمد على النظرية النفسية التي سادت أوروبا في القرن الوسطى "الأوروبية"، منحدرة عن فلاسفة اليونان، أعني نظرية الملكات، التي تؤمن بأن العقل البشري ملكات، تنمو كل ملكة منها مستقلة عن سائر الملكات الأخرى، كملكة التذكر والحفظ، والملكة اللغوية، والملكة الحسابية، والنخيل، والمحاكمة، كما أنها تقول بأن رعاية هذه الملكات تكون بتدريب كل ملكة على انفراد، فإذا كانت المواد الدراسية هي وسيلة تنمية هذه الملكات كان من الطببعي "عند هؤلاء" أن توضع في المنهج لكل مادة اعتباراتها، ومعلوماتها المستقلة عن المواد الأخرى.
ب- منهج المواد المترابطة:
ولعل هذا الشكل من أشكال المنهج قد بني على نظرية نفسية ظهرت في أواخر القرون الوسطى، ومطلع عصر النهضة الأوروبية لتحل محل سابقتها، "الملكات"، وهي نظرية الترابطيين، الذين يعتقدون أن عقل الإنسان إنما تكون من ترابط، وتفاعل بن مدركاته وإحساساته، حدث على نحو ما، وأن أي إدراك جديد لا بد له من ارتباط بخيرة سابقة، أو بإدراك سابق.