والمنهج الذي يرتب على هذا الشكل، يعرض المواد الدراسية، وكأنها سلسلة حلقات متشابكة، كل حلقة منها يجب أن تنسجم مع ما قبلها، أو تبنى على سابقتها، فلا بد في كل درس من تذكير بالدروس السابقة، ولا بد في كل عام من تذكير بمواد الأعوام السابقة للبناء عليها؛ وقد ترتبط المادة بغيرها من المواد في نفس العام الدراسي، كارتباط اللغة بالدين، والدين بالتاريخ الإسلامي وعلوم الطبيعة، دواليك.
ج- المنهج المحوري أو المتمركز:
وهو أشد أشكال المناهج تلاحمًا، واتصالًا بين أجزائه ومواده الدراسية إذ أن جميع هذه المواد، والمعلومات التي يراد إعطاؤها للطلاب يجب أن تتصل، وترتبط بمحور معين، أو بموضوع أو بأمر يميل إليه الطلاب، ويهتمون به، وهذا الأمر يسمى "محورا" أو "مركز اهتمام".
والمحور في اللغة وفي العلوم الرياضية هو المركز بالنسبة للدائرة، وإلى هذا أشار الدكتور عبد اللطيف فؤاد إبراهيم بقوله:
"إن معنى كلمة المحور، لغويا، هو الجزء المركزي لشيء ما، الذي يدور حوله الشيء، وحين استخدمت هذه الكلمة في المنهج المدرسي، قصد بها أن تدل على وجود مركز معين في المنهج، ترتبط به كل أجزاء المنهج ارتباطا وثيقا ويؤثر فيها، وأن تدل على وجود مركزي، أو رئيسي في المنهج المدرسي يعمل فيه كل التلاميذ"١.
ولكي يكون هذا المنهج المحوري ناجحا ينبغي أن يكون محوره، أو مركز الاهتمام فيه، موضوعًا يميل إليه الطلاب، ويستحوذ على اهتمامهم، وأن يكون في الوقت ذاته قادرًا على استقطاب جميع المواد الأخرى، وتسخيرها لتحقيقه أو البحث عما يحققه.
د- منهج النشاط:
هذا المنهج يمكن اعتباره تنظيما لسلسلة من النشاطات كالرحلات، والمشاريع
١ في كتاب: المناهج: أسسها وتنظيماتها، وتقويم أثرها -القاهرة- مكتبة مصر عام ١٩٧٢ ص٥٧٩.