جميع الناس فيه، عباد يحيون وفق مشيئة الله، وحسب شريعته، وعلى هذا تتحول جميع العلوم لتصبح عاملًا من عوامل تكوين النفس الإنسانية تكوينا ربانيا على طريقة التربية الإسلامية وأسسها، ولا حاجة حينئذ إلى تقسيم مواد المنهج إلى علوم دينية وعلوم دنيوية.
و أن يكون واقعيا أي ممكن التطبيق متناسبا مع إمكانيات البلاد التي تريد تطبيقه، ومع ظروفها ومتطلباتها.
ز- أن يكون مرنا في أسلوبه يمكن تكييفه مع مختلف الظروف، والبيئات والأحوال التي سيطبق فيها، ومع مختلف القابليات بحيث تراعى فيه الفروق الفردية.
وإنما حرصنا على ذكر هاتين الصفتين؛ لأن التربية الإسلامية إنما تتطلب منهجا لكل أبناء العالم الإسلامي الذي يحوي جميع المناخات الطبيعية، ومختلف الدرجات الاجتماعية من أعلى درجات الغنى إلى أبسط مظاهر الفقر والشظف.
ح- أن يكون فعالا، يعطي نتائج تربوية سلوكية، ويترك أثرا عاطفيا جياشا في نفوس الأجيال بما يمتاز به من أساليب تربوية بعيدة الأثر، ونشاطات إسلامية مثمرة عظيمة الأثر، سهلة المنال والتطبيق، معروضة عرضًا واضحًا.
ط- أن يكون كل جزء منه مناسبا للمرحلة التي يوضع لها من مراحل أعمار الناشئين كبناء التعليم الديني، والثقافي في مرحلة الطفولة على أساس يتناسب مع تطور الشعور الديني، والنمو اللغوي لهذه المرحلة، ومعالجة مشكلات الشباب في المرحلة الثانوية، وتربية الانتماء الاجتماعي إلى الأمة الإسلامية في المرحلة
المتوسطة، وهكذا يتمشى المنهج مع النمو اللغوي، كما اكتشفته الأبحاث النفسية، ونمو الاستعداد الديني والاستعداد الاجتماعي، فيختار لكل مرحلة ما يناسب الاستعداد، والنمو الذي بلغه الناشئ فيها، ويحتاج هذا الشرط إلى دراسات نفسية إسلامية لطبيعة الجيل المسلم، ولمراحل نموه، ولنمو استعداداته وقدراته.
ي- أن يعنى بالجوانب الإسلامية السلوكية العملية كالتربية على الجهاد، وعلى نشر الدعوة الإسلامية، وإقامة المجتمع المسلم في الجو المدرسي، بحيث يحقق جميع أركان الإسلام وشعائره، وأساليبه التربوية، وتعاليمه، وآدابه في حياة الطلاب الفردية، وعلاقاتهم الاجتماعية، ورحلاتهم للدعوة إلى الله.