أ- لسائل أن يسأل بعد أن اتضحت أهم صفات المنهج التعليمي الإسلامي، وشروطه: ترى أي أشكال المناهج الأربعة أقرب إلى تحقيق أهداف التربية الإسلامية؟
وقبل الجواب عن هذا السؤال يجب أن أنبه إلى أن التربية الإسلامية ذات طبيعة خاصة، فهي لا تحتاج إلى ثوب يستعار لها لنقول للناشئ، مثلا، أنها هي "التربية في أحضان الطبيعة" التي نادى بها "روسو"، أو أن منهجها "هو المنهج المحوري" المبني على اهتمامات الناشئين، أو نحو ذلك مما يفعل مثله بعض الباحثين.
فالإسلام هو الإسلام وهو أسمى من أن ينتسب إلى أي مبدأ من المبادئ.
وكذلك التربية الإسلامية، هي الأسس والأساليب والأفكار، والعقائد التي تأثر بها المسلمون الأوائل، ونشئوا عليها فنمت عقولهم وعواطفهم، وتألفت قلوبهم ومجتماعتهم ونظمت حياتهم، وعلاقاتهم على العمل بها والتفكير بمقتضاها، والحماسة لها، والتوجه إليها في كل ظروفهم ومتطلباتهم، عملا بقوله تعالى:{ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ}[الجاثية: ٤٥/ ١٨] ، وقوله سبحانه:{قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ}[يوسف: ١٢/ ١٠٨] .
غير أن المسلمين، كما وجدوا أنفسهم أمام المدرسة الحديثة التي اجتذبت أبناءهم، وقد بينا رأي الإسلام والتربية الإسلامية فيها، كذلك أصبحوا مضطرين أن يبحثوا في المناهج التي تسير عليها هذه المدرسة ليأخذوا بخيرها ويستبعدوا شرها.
وليعرفوا طبيعتها بالنسبة إلى طبيعة التربية الإسلامية، ومدى صلاحها لها.
ب- الإسلام ومنهج المواد المنفصلة:
قد يظن الباحث الذي يأخذ التربية الإسلامية على أنها ظواهر نظم التعليم في حلقات المساجد، وتحت قباب المدارس التي أنشئت منذ تمزقت الخلافة الإسلامية.
قد يظن أن مناهج تلك الحلقات والمدارس، كانت منظمة على أساس تدريس