كالصلاة والبكاء من خشية الله، وقراءة القرآن والدعاء، والتلذذ بمعاني القرآن وأساليبه.
*- أن يؤدي هذا التكرار إلى استعداد وجداني، يجعل صاحبه مستعدًّا للانفعال، كلما تكررت المناسبة، أو تكرر المعنى أو الموضوع الذي أثار الانفعال أول مرة، كاستعداد المؤمن للحماسة من أجل العقيدة، ولتحقيق أوامر الله والغضب لله، والدعوة إلى دينه.
*- والعاطفة الفعالة تؤدي بصاحبها إلى سلوك مناسب يرضيها ويحقق غايتها، فهي قوة دافعة ما تزال تدفع صاحبها حتى يسلك ذلك السلوك، فعاطفة الخشوع تدفع المؤمن إلى طاعة الله وتحقيق أوامره، وكذلك الشكر على النعم يدفع إلى الصدقة، أو حسن استعمال المال أو الجاه أو البصر، في طاعة الله وتحقيق شريعته، دواليك.
الحوار العاطفي الترديدي:
وهو الذي يتردد فيه سؤال معين، مثير لعواطف متشابهة، فيتكرر عددًا من المرات، بينها فواصل من الآيات المؤثرة، فيأخذ هذا السؤال كل مرة معنى يتناسب مع ما سبقه من الآيات بالإضافة إلى معناه الأصلي كتكرار قوله تعالى في سورة الرحمن:{فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ}[الرحمن: ٥٥/ ١٣] ، وبعدها ٣١ موضعا بنفس السورة، وقوله تعالى في سورة القمر:{وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ}[القمر: ٥٤/ ١٧] ، وأربع مواضع بعدها في نفس السورة، وقوله أيضا:{فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ}[القمر: ٥٤/ ١٦] وأربع مواضع بعدها أيضا من نفس السورة، وهذا التكرار يساعد على نشوء العاطفة الربانية، وتمكينها وترتيبها في النفس، ونموها، كما يساعد على استعدادها للثورة في عدد من المواقف المتنوعة، بحسب تنوع الآيات السابقة للسؤال المتكرر، فقد وردت آية:{فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ}[الرحمن: ٥٥/ ١٣] ، في أول السورة بعد ذكر نعم الله في خلق الإنسان وتعليمه، وأن الله سخر له الشمس والقمر، والنجم والسماء، والميزان والأرض والنبات، فأثار هذا السؤال عواطف الشكر لله، ثم ورددت تارة أخرى بعد ذكر قدرة الله على الإنسان:{يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا