للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ينقطع عدد التواتر فيه، فلا يتطرق إليه التبديل والتحريف، وتعليمه أيضا فرض كفاية، وهو أفضل القرب.

وأوجه التحمل "أي أساليب التعلم، وطرق نقل الحديث" عند أهل الحديث: "السماع من لفظ الشيخ والقراءة عليه، والسماع عليه بقراءة غيره، والمناولة والإجازة والمكاتبة، والعرضية والإعلام والوجادة"، فأما غير الوجهين الأولين فلا يأتي هنا "أي في تحمل، أو تعلم القرآن" لما يعلم مما سنذكره، وأما القراءة على الشيخ، فهي المستعملة سلفا وخلفا، وأما السماع من لفظ الشيخ، فيتحمل أن يقال به هنا؛ لأن الصحابة رضي الله عنهم إنما أخذوا القرآن من النبي صلى الله عليه وسلم، لكن لم يأخذ به أحد من القراء، والمنع فيه ظاهر؛ لأن المقصود هنا كيفية الأداء، وليس كل من سمع من لفظ الشيخ يقدر على الأداء كهيئته، بخلاف الحديث فإن المقصود فيه المعنى، أو اللفظ لا بالهيئات المعتبرة في أداء القرآن، وأما لصحابة فكانت فصاحتهم، وطباعهم السليمة تقتضي قدرتهم على الأداء كما سمعوه من النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأنه نزل بلغتهم، ومما يدل للقراءة على الشيخ: عرض النبي صلى الله عليه وسلم القرآن على جبريل في رمضان كل عام، ويحكى أن الشيخ شمس الدين بن الجزري لما قدم القاهرة، وازدحمت عليه الخلق لم يتسع وقته لقراءة الجميع، فكان يقرأ عليهم الآية، ثم يعيدونها عليه دفعة واحدة، فلم يكتف بقراءته، وقد كان الشيخ علم الدين السخاوي يقرأ عليه اثنان وثلاثة في أماكن مختلفة، ويرد على كل منهم؛ أي يصحح خطأهم إذا أخطئوا، ويؤخذ من كلام السيوطي أنه لا يجوز تحمل القرآن؛ أي تعلمه بقصد تبليغه على أنه كما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلا بأسلوب من ثلاثة: وذلك: عند قراء القرآن:

أ- أن يسمع المتعلم ويرد القراءة بعد السماع ليصحح له الشيخ إذا أخطأ، فيتقن بذلك أداء القرآن، وترتيله وتجويده ومخارج حروفه.

ب- أن يسمع المتعلم من الشيخ، ويكتفي بالسماع إلا إذا شك المتعلم بقدرته على أداء جملة، فيستوقف الشيخ ليقرأها عليه.

ج- أن يقرأ المتعلم ويسمع له الشيخ، ثم يصحح له إذا أخطأ.

<<  <   >  >>