وقد اختلفت الصور التي أنزل الله بها هديه على رسله، حسبما وصف لنا في القرآن، فقد وصف ما أنزله على إبراهيم وموسى بـ"الصحف".
وكذلك أطلق لفظ الصحف على القرآن:{رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفًا مُطَهَّرَةً}[البينة: ٩٨/ ٢] .
والذي يهمنا أن نعرفه هنا هو أن الإيمان بالكتب السماوية التي ورد ذكرها في القرآن ركن من أركان الإيمان، ومطلب من مطالب الإسلام، إلا أن الله لم يكلفنا أن نؤمن بما فيها تفصيلًا، بل ذكر الإيمان بها جملة، قال تعالى:{آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ}[البقرة: ٢/ ٢٨٥] .
ميزات القرآن:
أما القرآن فالبشرية مكلفة أن تعمل بكل ما ورد فيه تفصيلا مع الإيمان بأنه منزل من عند الله، ويمتاز القرآن بميزات أهمها:
١- أنه إنساني عالمي خوطبت به البشرية عمومًا، وكانت الكتب السماوية من قبله تخاطب أقوامًا معينين.
٢- وصل إلينا القرآن سالما من التحريف، قرآنا واحدا أجمعت الأمة على صحته، وثبت نقله بالسند الصحيح، ولم يصل أي كتاب سماوي آخر كاملا صحيحا.
٣- كل كتاب كان يتناول بعض جوانب الحياة، على حين نجد القرآن يتناول كل جوانب الحياة، فقد جاء كاملا أتم الله به ما جاء في الكتب السابقة.
٤- كل كتاب كان يأمر أتباعه باتباع القرآن إذا أدركوه، ولكن القرآن لم يأمر باتباع الكتب السماوية السابقة تفصيلًا، بل ضرب منها أمثلة، وأمر الإيمان بها جملة.
الآثار التربوية للإيمان بالقرآن، وتلاوته والعمل به:
لو تتبعنا الآيات التي وصفت القرآن لوجدنا فيها بعض الأوصاف التي تدل على أهميته التربوية كقوله تعالى: