ويحرص القرآن، بأسلوبه الرائع، أن يفهمنا، كما ذكر لنا الملائكة، أنهم عباد الله وحسب، وليس لهم بالله أي صلة قربى أو نسب، كما زعم المشركون، بل لقد أوضح القرآن، أن الله أمر جميع الملائكة أن يسجدوا لآدم عند خلقه، اعترافا بفضل الله وإبداعه فيما خلق، ويميزه الإنسان على الملائكة، وأن الله علم آدم ما لم يعلمه للملائكة، ففضل الله آدم بهذا العلم، فكيف يجوز لهذا الإنسان، الذي كرمه الله وميزه، أن يسجد لغير الله، أو يعبد الملائكة أو غيرها؟
أهمية الإيمان بالملائكة، وآثاره التربوية:
يظهر لنا مما أوردنا أن الإيمان بالملائكة متمم للإيمان بالله، أو هو من لوازمه، ويدلنا على جانب من جوانب الألوهية، فمن تام عظمة الله أن له جندا وموظفين يعملون بأمره.
وهذا يربي في النفس النظام والطاعة، وترتيب الأمور، فالله القادر على كل شيء، قد نظم شئون الكون، ووكل ببعضها بعض ملائكته، فأطاعوه، وعملوا بأمره.
كما أن الملائكة في تسبيحهم لله، وتعظيمهم له يمكن اعتبارهم قدوة للبشر، وهم يؤنسوننا، ويحافظون علينا حتى أن من أعظم الملائكة منزلة، وأقواهم عند الله، من يستغفر للمؤمنين، وهم حملة العرش.
وهذا يزيد من عزة الإنسان وكرامته، ومعرفته منزلته عند الله، حتى سخر له الملائكة يحفظونه ويستغفرون له، ويطلبون له من ربه أن يحفظه من العذاب.
٣- الإيمان بكتب الله المنزلة:
الكتاب هنا هو ما يحتوي على شريعة الله وأوامره وكلامه، وهديه الذي ينير للبشر سبل الحياة، ويحدد لهم ما كلفهم الله به من حرام وحلال، وأوامر ونواه وعبادات ونسك، وغير ذلك مما أراد الله أن يعلمه عباده.