لذلك فإن من واجب علماء الأمة الإسلامية اليوم إعادة النظر في تدوين هذه العلوم على ضوء الواقع بدون تحيز إلا للحق، ولما فيه خير الإنسانية، وجعل تاريخ الأنبياء، ومدى امتداد، أو انحسار عقيدة التوحيد، هو المدار الذي يدور حوله تدوين هذا العلم، كما أشار إليه القرآن الكريم عندما عرض أخبار الأمم الماضية، فالتاريخ في عرف القرآن وصف لمعارك دارت بين أولياء الرحمن، وأولياء الشيطان، بين الكفر والإيمان على مدى العصور، يساق للعبرة والاتعاظ، والابتعاد عن المصير السيئ الذي آلت إليه نتيجة الكفر، والانحلال والبعد عن الله؛ والأخذ بسير الصالحين الذين عمروا الأرض بالإيمان، والعدالة والسيرة الطيبة، وبتوحيد الله وعبادته، وبهذا تحقق التربية الولاء لله تعالى، وهو من لوازم عقيدة التوحيد، كما أشرنا.
٢- الإيمان بالملائكة:
إذا تتبعنا الآيات التي ذكرت فيها الملائكة استطعنا أن نعرفها بأنها: كائنات خلقها الله وسخرها لأعمال ومهمات معينة، عين كل فئة منها لمهمة أو وظيفة، لا يحيدون عنها، وهم عباد الله:{لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُون}[التحريم: ٦٦/ ٦] .
ومن أشرف هذه الوظائف النزول بالوحي على الأنبياء، قال تعالى:{قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُدىً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ}[النحل: ١٦/ ١٠٢] .
ومن الملائكة من كلفه الله بحمل العرش: قال تعالى في الإخبار عنهم: {الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا}[غافر: ٤٠/ ٧] .
وبعض الملائكة تكلف بحفظ الإنسان، حتى إذا جاء أجله أرسل له وملائكة مختصة باستيفاء روحه: قال تعالى في الإخبار عن ذلك.