للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فالعلة ابن لهيعة وحده, لأن قتيبة -وهو ابن سعيد أبو رجاء البلخى- ليس من قدماء أصحابه الذين حدثوا عنه "قبل أن يكثر الوهم في حديثه وقبل احتراق كتبه" (٧٤) ورُوِيت ألفاظ أخرى -تقارب هذا الحديث- ولا يصح منها شئ:

١ - فقد روى ابن ماجة أيضًا (٤٢٤) من طريق بقية عن محمد بن الفضل ابن عطية عن أبيه عن سالم عن ابن عمر قال: رأى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رجلًا يتوضأ، فقال: "لا تسرف، لا تسرف". وقال البوصيرى: "هذا إسناد ضعيف: الفضل بن عطية ضعيف وابنه كذاب، وبقية مدلس".

قلت: الأولى أن يقال: "ضعيف جدًا" لوجود هذا الكذاب، أما أبوه فالأكثرون على توثيقه والبلاء من الابن كما بين ابن حبان وابن عدى، فانظر "التهذيب" (٨/ ٢٨١).

٢ - وروى أبو أحمد الحاكم في "الكنى" وابن عساكر عن الزهرى مرسلًا مرفوعا: "لا تسرف. قيل: يا رسول الله، وفي الوضوء إسراف؟ قال: نعم، وفي كل شئ إسراف".

كما في "كنز العمال" (٩/ ٣٢٧). وإسناده ضعيف - بصفة مبدئية - للإِرسال أو الإعضال ومراسيل الزهرى عند الأئمة من شر المراسيل لأنه حافظ، لا يرسل إلا عمن يرغب عن ذكره. ولعل في الطريق إليه علة أخرى هى شر من الإِرسال، فنظرةٌ إلى ميسرة، فإن "تاريخ دمشق" بحر لا قرار له، ولا ندرى في أي التراجم أورده ابن عساكر. أما "الكنى" لأبى أحمد الحاكم، فلم نُرزَقْهُ بعد.

٣ - وروى أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (٢/ ٩٢) من طريق محمد بن جعفر


(٧٤) العبارة مقتبسة من "تذكرة الحفاظ" (١/ ٢٣٨) على أن الحافظ الذهبى لا يأخذ بهذا التفصيل ويرى أن ابن لهيعة يروى حديثه في المتابعات ولا يحتج به كما فيها (١/ ٢٣٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>