للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ملحوظتان]

الأولى: أنه مما أستحثنى على إيراد حديث الترجمة أننى لما أطلعت أحد الإِخوة الكرام على فكرة "تبيض الصحيفة" -وفيها هذا الحديث- فذكر لى أنه كان يظنه صحيحًا، فهممت بإيراده في القسم الأول منه، لكن لم تتوافر لدَىَّ مادة تخريجه، حتى أنى نسيت قائله، وهذا من لطف ربى الخفى، فقد يَسَّر الله عز وجل تجميع طرقه المرفوعة والموقوفة، ورزق شركتنا المباركة كتاب ابن أبي الدنيا القيم "إصلاح المال" نعم، وانكشف وهاؤه عن وهب والحسن، فـ: (ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن).

الثانية: أن الحديث بتمامه بقيت له طرق لم أتعرض لها، وإنما كان مدار البحث حول قطعة: "حسن السؤال نصف العلم" وحدها. والله أعلم.

ثم وجدت في "تاريخ دمشق" لأبى زرعة الدمشقى (٥٩٨) وعنه ابن عساكر (٧/ ٦٤٥): "حدثنى محمود بن خالد قال: حدثنا مروان بن محمد أنه سمع سعيد بن عبد العزيز يقول: قال سليمان بن موسى: حسن المسألة نصف العلم". وإسناده صحيح رجاله ثقات، وسعيد ثقة إمام "اختلط بأخرة، لكنه هنا يحدث عن شيخه رأسًا، فلا يخشى من تغيره إن شاء الله.

الحديث الثامن والستون:

" حلوة الدنيا مرة الآخرة، ومرة الدنيا حلوة الآخرة".

ضعيف. رواه الإِمام أحمد (٥/ ٣٤٢) وعنه الحاكم (٤/ ٣١٠) وعنه البيهقي في "الشعب" (٣/ ٣/ ١٢٨) وابن أبي عاصم في "الزهد" (١٥٨) والطبراني في "الكبير" (٣/ ٢٩١) (٨) و "مسند الشاميين" (٩٦٣) -كما قال محققه عن أبي عبيد الحضرمى - يعنى شُرَيحا - أن أبا مالك الأشعرى لما حضرته الوفاة،


(٨) ولفظه فيه: "حلوة الدنيا مرة الآخرة، ومرة الآخرة حلوة الدنيا" وهذا تكرار لا معنى له، فلا أدرى من المتسبب فيه؟ .

<<  <  ج: ص:  >  >>