للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

برفع الموقوف ووصل المرسل - وهذا ما نريد إثباته. أما دعوى الاضطراب فمرفوضة أيضًا، إذ شرط الحكم على الحديث بالاضطراب أن تكون الأوجه المتعارضة متكافئة، وأين التكافؤ ههنا؟ واجتماع الضعيفين المذكورين لا ينتهض للحُكم لهما لو خالفهما ثقة من جملة الثقات، فكيف بذلك الثَّبت الحافظ؟ والله أعلم.

الحديث الحادى عشر:

" اللهم إنى أعوذ بك من زوج تشيبنى قبل المشيب، ومن ولد يكون عَلَيَّ ربًا، ومن مال يكون عَلَيَّ عذابًا، ومن خليلى ماكر، عينه تراني، وقلبه يرعانى، إن رأى حسنة دفنها، وإن رأى سيئة أذاعها".

ضعيف. رُوِى من حديث أبي هريرة وابن عباس، ومن مرسل سعيد المقبرى:

١ - حديث أبي هريرة:

رواه الطبرانى في "الدعاء" (١٣٣٩) من طريق الحسن بن حماد الحضرمي ثنا أبو خالد الأحمر عن محمد بن عجلان عن سعيد المقبرى عنه رضي الله عنه قال: "كان من دعاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: اللهم إنى أعوذ بك من جار السوء، ومن زوج تشيبنى ... " الحديث.

وهذا إسناد جيد لكن وصله ورفعه وهم، (والصحيح) أنَّه من قول سعيد المقبرى رحمه الله - يحكيه عن داود عليه السلام -كما رواه ابن أبى شيبة (١٠/ ٢٧٧) وهناد (٢٠٣٨، ١٤٠١) وبحشل في "تاريخ واسط" (ص ١٣٠) عن أبى سعيد عبد الله بن سعيد الأشج، ثلاثتهم عن أبي خالد الأحمر عن ابن عجلان عن سعيد قال: كان من دعاء داود النبي صلى الله عليه وآله وسلم ... فذكره.

وابن أبي شيبة وهناد والأشج ثقات حفاظ كلهم، أما الحسن بن حماد الحضرمي - ولقبه: سجادة - فثقة كما قال ابن حبان والخطيب والذهبي في "الكاشف" (١/ ٢٢٠) بل قال الحافظ في "التقريب" (١٢٣٠): "صدوق".

<<  <  ج: ص:  >  >>