للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ولا أعلم أحدًا وصفه بالحفظ ومنشأ الوهم عندى أن أبا خالد الأحمر - واسمه: سليمان بن حيان - كان قد حَدَّث أيضًا عن ابن عجلان عن سعيد المقبرى عن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم بحديث: "اللهم إني أعوذ (٢٤) بك من جار السوء في دار المقامة، فإن جار البادية يتحول".

كما عند ابن أبى شيبة (٨/ ٣٥٩) وعنه الطبراني (١٣٤٠) والبخارى في "الأدب" (١١٧) وابن حبان (٢٠٥٦) والحاكم (١/ ٥٣٢)، كما حدَّث عن ابن عجلان عن سعيد المقبرى قال: كان من دعاء داود ... الخ. فاختلط الأمر على الحسن بن حماد فأدرج المتنين بالسند الموصول وحده ولم يفصل هذا من ذاك. هذا إن لم يكن الوهم من الحافظ الطبرانى نفسه - رحمه الله - فإن له أوهامًا نادرة، فانظر ترجمته من "لسان الميزان" (٣/ ٣٨٣، ٣٨٤).

وفى الباب حديث آخر عن أبي هريرة، واهى الإِسناد رواه البيهقي في "شعب الإِيمان" (٢/ ٣/ ٧٧) من طريق الأشعث بن بُراز الهجيمى قال: ثنا علي بن زيد عن عمارة بن قيس مولى ابن الزبير عنه مرفوعًا: "تعوذوا بالله من ثلاث فواقر، تعوذوا بالله من مجاورة جار السوء، إن رأى خيرًا كتمه، وإن رأى شرًّا أَذاعه، وتعوذوا بالله من زوجة سوء ... "الحديث. وإسناده ضعيف جدًا.

كما قال العلامة الألبانى في "ضعيف الجامع الصغير" (٣/ ٣٦) فإن أشعث بن براز الهجيمى واهٍ، وقد رواه الذهبي في "الميزان" (١/ ٢٦٢) بإسناده إليه، وعده من مناكيره.


(٢٤) رواه يحيى القطان - عند النسائي (٨/ ٢٧٤)، وصفوان بن عيسى عند البيهقي في "الشعب" كلاهما عن ابن عجلان بلفظ "تعوذوا بالله". ورواه عبد الرحمن بن إسحاق عن المقبرى بنحوه أيضًا عند أحمد (٣٤٦/ ٢) فالأصح أنه من أمره صلى الله عليه وآله وسلم لا من فعله نعم، ثبت التعوذ من جار السوء في دار المقامة من فعله صلى الله عليه وآله وسلم في حديث رواه الطبراني في "الكبير" (١٧/ ٢٩٤) و"الدعاء" (١٣٣٨) عن عقبة بن عامر - مطولًا - وإسناده صحيح لا أعلم له علة.

<<  <  ج: ص:  >  >>