للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والظاهر أنه كان يخلط به شئ يقشر أعلى البشرة، ومن أجل ذلك نهى عنه. وفى الحديث "لعنت القاشرة والمقشورة".

قلت: قد بيَّنا ما في ذلك، ولكن الحكم صحيح إن شاء الله، فإن "العبرة في الحرمة واستحقاق اللعن بتغيير خلق الله عز وجل لقول ابن مسعود - المتقدم آنفا - عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "لعن الله الواشمات .... ، المغيراتِ خلق الله".

وقال محمود شاكر أيضًا - بعد شرح معنى كل من: "المتفلجة" و "المتنمصة" و "النامصة" و "المستوشمة" و "الواشمة" و "الوشم" و "الواشرة" - الواردة في أحاديث رواها الطبرى-: "وكل هذا الذى لعن الله فاعله، تفعله نساؤنا المسلمات اليوم، متبرجات به، موغلات فيه، مقلدات لمن كفر بالله ورسوله. فمن أجل عصيانهن واستخفافهن - بل من أجل عصياننا جميعًا أمر الله - أحل الله بنا العقوبة التي أنذرنا بها رسول الله، بأبي هو وأمي، فجعل الله بأسنا بيننا، وسلط علينا شرارنا، وجمع علينا الأمم لتأكلنا.

(فاللهم أهد ضالنا، وخذ بنواصى عصاتنا، واغفر لنا وارحمنا، عليك نتوكل، وبك نستجير، وإليك نلجأ) اهـ.

قلت: وروى ابن أبي حاتم في "تفسيره" (النساء - ٤١٤٨) من طريق شيبان عن قتادة في قوله: {وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ}.

قال: "ما بال أقوام جهلة، يغيرون صبغة الله ولون الله؟ ". وإسناده صحيح. والله أعلم.

[استدراك]

كان يلعن القاشرة والمقشورة ... " رواه أيضًا الطبراني في "الدعاء" (٢١٥٨) من هذا الوجه. ورواه (٢١٥٩) بنحوه، بسند فيه ضعيف

<<  <  ج: ص:  >  >>