للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عند رواية الحاكم - في "الفيض" (٤/ ٤٠١). وقال- في رواية الطبراني والبيهقي من نفس الوجه -: "وسنده لا بأس به" كما تقدم. نعم، العمرى كذاب (١٦)، والثابت عن الثورى وقفه كما يأتى، ولكن لم يتفرد برفعه وإن كان الرفع ضعيفًا مرجوحًا. وقد تفطن الألبانى لضعف الحديث، فقال في "الضعيفة" - بعد أن أورد تصحيح الحاكم فمن بعده -: "وفي كل ذلك نظر، فإن ابن صالح فيه كلام كثير، وقد قال الحافظ فيه: "صدوق كثير الغلط، ثبت في كتابه، وكانت فيه غفلة". قلت: وصفه بأنه: "ثبت في كتابه"، فيه نظر. انظر للحافظ نفسه، "هدى السارى" (ص ٤٣٤) و "التهذيب" (٥/ ٢٥٩ - ٢٦٠).

أما محقق "الشعب فقال: "إسناده: لا بأس به وفيه من لم نعرفه"! يقصد ما وقع له من تسمية الراوى عن عبد الله بن صالح: "محمد بن عمرو" قال الراوى عنه: "يعنى ابن نافع" ومحمد هذا ذكره المزى ضمن الرواة عن عبد الله بن صالح (١٥/ ١٠٠) ونسبه: "المَعَدَّل". وجاء في "السنن" بنفس الإِسناد: "محمد بن عمرو بن خالد" وهو الحرانى، من شيوخ الطبراني، ولم أقف فيه على جرح ولا تعديل بل لم أعرف عنه سوى أن الطبراني روى عنه في "الصغير" وسائر "معاجمه". فلعل قوله: "عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن يسار" وهم منه أو من غيره. فالله أعلم.

ثانيا: حديث أبي الدرداء:

رواه ابن ماجه (٢٧٧٧) وابن عدى (٦/ ٢٣٩٩) من طريق هشام بن عمار، ثنا بقية عن معاوية بن يحيى، عن ليث بن أبي سليم عن يحيى بن عباد عن أم الدرداء عن أبي الدرداء مرفوعًا: "غزوة في البحر مثل عشر غزوات


(١٦) والراوى عنه - أحمد بن عبد المؤمن المروزى نزيل مصر مختلف فيه، فوثقه ابن حبان. وقال ابن يونس: رفع أحاديث موقوفة. وقال مسلمة: ضعيف جدًا. وسكت عنه ابن أبي حاتم، لكن إلصاق البلاء بالعمرى أولى.

<<  <  ج: ص:  >  >>