أيوب عن مجمع بن كعب عن مسلمة بن مخلد رفعه:"أعروا النساء يلزمن الحجال" ووقع وهم عجيب لمحقق "مسند الشهاب" حفظه الله فقال: "وأورده ابن الجوزى في "الموضوعات" (٢/ ٢٨٢)، وقال (٢/ ٢٨٣): قال أبو حاتم: شعيب بن يحيى ليس بمعروف. وقال إبراهيم الحربي: ليس لهذا الحديث أصل".
قلت: شعيب صدوق كما قال الحافظ، وبكر بن سهل - وإن تكلم فيه - فلم ينفرد به كما قال الحافظ في ترجمته من "اللسان". والصواب ما أعله ابن الحافظ الهيثمي .. "الخ.
قلت: ليس هذا هو الحديث الَّذي يعنيه الحافظ، بل حديثه من طريق حفص ابن ميسرة عن زيد بن أسلم عن أَنس مرفوعًا: "ما من معمر عمر في الإِسلام أربعين سنة إلا صرف الله عنه الجنون والجذام والبرص ... " الحديث، فإن الحافظ قال: "قلت: والحديث الَّذي أورده المصنف (١٧) لم ينفرد به، بل رواه أبو بكر المقرى في "فوائده" عن أبي عروبة الحسين بن محمد الحراني عن مخلد بن مالك الحرانى عن الصنعاني - وهو حفص بن ميسرة - به. أملاه الحافظ أبو القاسم ابن عساكر في المجلس التاسع والسبعين من أماليه وقال: إنه حديث حسن وأما حديث مسلمة فأخرجه الطبراني عنه" اهـ.
ولم يزد على ذلك بشأن حديث مسلمة. وقد وقع في نفس الوهم محقق "الكشف الإلهى عن شديد الضعف والوضوع والواهى. للعلامة السندروسى (١/ ١٠٢, ١٠٣)، ثم تبين لى أن سلفهما في ذلك هو الحافظ المناوى رحمه الله، قال ذلك في " فيض القدير"(١/ ٥٦٠) فأخذا كلامه ولم يرجعا إلى الأصل، فقارنه بما تقدم عن "اللسان" وانظر كذلك "القول المسدد"(ص ٢٧، ٢٦) توقن أن الحافظ لم يعنِ حديث مسلمة بن مخلد قَطّ.
وبعد، فإن (الصحيح) في حديث الترجمة أنَّه من كلام عمر بن الخطاب
(١٧) يعنى الحافظ الذهبي، وحديث "أعروا النساء" لم يورده الذهبي، بل زاده الحافظ فتأمل.