للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أفرد: "محمد بن على بن الحسين البلخى بترجمة مستقلة في (٥/ ٣٠٣ - ٣٠٤) وذكر فيها كلام الحاكم وغيره، وأورد له حديثًا من مناكيره، قال عقبه: "قال الذهبي في "التجريد": هذا موضوع". قلت: فأيا كان الأمر، فكلاهما - إن كانا اثنين- مطعون فيه.

وهذا التردد منى في كون: "المحمدين" واحدًا أو اثنين كاد يلفتنى عن إيراد هذا الحديث أصلًا، لكن شاء الله عز وجل لى الإِقدام، والنتيجة في خاتمة الأمر واحدة، وبقيت علة.

٣ - وهى عنعنة ابن جريج - مع براءته من هذا الحديث في غالب الظن -، فإنه مدلس قبيح التدليس كما قال الحافظ الدارقطني رحمه الله، وقد ذكرنا شيئًا من هذا عند الحديث الستين. أما روايته عن عطاء بن أبي رباح بصيغة: "قال عطاء" - خاصة- فتدل على السماع كما صرح هو بذلك (٢٦).

(والحديث) أورده محقق "فوائد ابن الصواف" (ص ٦٣) - في الحاشية - وعزاه للطوسى، قال: "وإسناده فيه نظر، وهو بهذا اللفظ بيت شعر مشهور لعدى بن الرعلاء الغساق (الخزانة ٤/ ١٨٧ وحماسة ابن الشجرى ٥١ / كما قال صاحب حاشية الحيوان للجاحظ ٦/ ٥٠٧) اهـ.

(والصحيح) أن الذى كان يتمثل بهذا البيت هو الحسن بن أبي الحسن البصرى التابعى الجليل الزاهد شيخ الإِسلام رحمه الله، وقد تعددت إليه الأسانيد بذلك:

١ - فروى ابن أبي شيبة (٨/ ٥١٧) عن ابن فضيل عن عاصم (وهو الأحول) قال: ما سمعنا الحسن يتمثل ببيت من شعر قط إلا هذا البيت:


(٢٦) فقد روى عنه يحيى بن سعيد، قال: "إذا قلت: قال عطاء، فأنا سمعته منه، وإن لم أقل سمعت". قاله أبو بكر بن أبي خيثمة حدثنا إبراهيم بن عرعرة عن يحيى به، كما في "التهذيب" (٦/ ٤٠٦). وإسناد هذا الأثر صحيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>