للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

توجهت أعبر إلى الجانب الشرقى من بغداد، حتَّى هاجت ريح عظيمة وأنا في السميرية، والفص في جيبى، فأخرجته لأنظر إليه، فلا أدرى كيف ذهب منى، في الماء أو في السفينة، أو ثيابي؟ فأغتممت لذهابه غمًا عظيمًا، فدعوت بالدعوة وعبرت، فمازلت أدعو الله بها يومى وليلتى ومن غدٍ وأياما. فلما كان بعد ذلك أخرجت صندوقًا فيه ثيابى لأغير منها شيئًا، ففرغت الصندوق فإذا بالفص في أسفل الصندوق، فأخذته وحمدت الله على رجوعه" اهـ. وإسناده إلى جعفر الخلدى جيد. وذكره السهروردى في "عوارف المعارف" (ص ١٢٦) بمعناه مختصرًا جدًّا. والمزين الكبير الصوفي - الَّذي علم جعفرًا الدعاء - ذكره الحافظ السمعانى - رحمه الله - في نسبة: "المزين" من "الأنساب" (٥/ ٢٨١)، فقال: "واشتهر بهذا الاسم أبو الحسن علي بن محمد الصوفى المعروف بالمزين، من أهل بغداد، صحب سهل بن عبد الله التسترى والجنيد بن محمد وبنان الحمال، وكان يقال له: المزين الكبير، وكان صاحب عبادة واجتهاد وتعبد. وكان يقول: (الكلام من غير ضرورة مقت من الله للعبد). أقام بمكة مدة مجاورًا إلى أن مات فيها في سنة ثمان وعشرين وثلاث مائة". وترجم له أيضًا الخطيب (١٢/ ٧٣) والسلمى في "طبقات الصوفية" (ص ٣٨٢: ٣٨٥) والذهبي في "السير" (١٥/ ٢٣٢) وغيرهم، فلم يذكروا فيه جرحًا ولا تعديلًا.

أما الكتانى الكبير الصوفى، فترجم له أيضًا السمعانى (٥/ ٣٢) والخطيب (٣/ ٧٦: ٧٤) وأبو نعيم في "الحلية" (١٠/ ٣٥٧) والسلمى (ص ٣٧٣: ٣٧٧) والذهبي (١٤/ ٥٣٣: ٥٣٥) وغيرهم، فلم يذكروا أيضًا ما يدل على حاله

(وفي) القصة المتقدمة أمور يجب على المسلم المعتصم بحبل ربه، المستمسك. بسنة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم ألا يمر عليها مر الكرام، منها:

١ - أن الأذكار المخصوصة في مناسبات مخصوصة، لا تتلقى إلا

<<  <  ج: ص:  >  >>