للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وللبيهقي في "الشعب" عن أبي هريرة وزيد بن ثابت مرفوعًا: "نهى عن الشهرتين: رقة الثياب وغلظها، ولينها وخشونتها، وطولها وقصرها، ولكن سداد بين ذلك واقتصاد" كما في "الجامع الصغير" (٦٠٥٧) وقال الألبانى في "ضعيفه" (٦/ ٣٠): "موضوع".

وأما قول عمرو بن الحارث: بلغنى ... الخ، فهو ضعيف لإعضاله، وعمرو بينه وبين النبى صلى الله عليه وآله وسلم ما لا يقل عن رجلين. ولم أجد أحدًا ممن تكلم على حديث الترجمة تعرض لهذه الطريق المعضلة، وإنما وقفت عليها - بمحض القدر - أثناء تقليبى لفهارس "السنن الكبرى" إذ لم يكن في الحسبان أن الحديث فيها.

وللديلمى عن ابن عباس مرفوعًا - بلا سند كما قال السخاوى - "دوموا (٤٥) على أداء الفرائض والنوافل، فمن عوَده الله - عز وجل - عبادة فليمض عليها، فإن خير الأعمال أوسطها، وأحمد الأعمال ما دام عليه العبد، وإن قلت".

(وحديث) الترجمة إنما هو ثابت من قول مطرف بن عبد الله بن الشخير وأبى قلابة الجرمى رحمهما الله.

١ - أثر مطرف:

رواه ابن أبي شيبة (١٣/ ٤٧٩) وابن سعد (٧/ ١/ ١٠٣) من طريق حماد بن سلمة عن ثابت عنه وإسناده صحيح على شرط مسلم.

ورواه أبو عبيد في "غريب الحديث" (٢/ ٣٩٧, ٣٩٨) عن ابن علية عن إسحاق ابن سويد عنه - حين قال لابنه لما اجتهد في العبادة: "خير الأمور أوساطها، والحسنة بين السيئتين، وشر السير الحقحقة" (٤٦). وإسناده صحيح على شرط


(٤٥) وفى "الفردوس" (٢/ ٣٣١): "داوموا ... ".
(٤٦) قال أبو عبيد: "وقوله: شر السير الحقحقة، وهو أن يلح في شدة السير حتى تقوم عليه راحلته أو تعطب فيبقى منقطعًا به. وهذا مثل ضربه للمجتهد في العبادة حتى يحسر".

<<  <  ج: ص:  >  >>