الصلاة" (٦٨٠) من طرق عن غندر حدثنا شعبة عن الحكم عن حماد عن إبراهيم عنه قال: "الغناء ينبت النفاق في القلب".
وإسناده صحيح، وحماد هو ابن أبي سليمان وهو - وإن اختلط في آخر أمره - فقد قال الإمام أحمد: "مقارب ما روى عنه القدماء: سفيان وشعبة". وقال أيضًا: "سماع هشام - يعنى الدستوائى- منه صالح" كما في "التهذيب" (٣/ ١٦). فيلحق بالقدماء أيضًا: الحكم بن عتيبة، فإنه من أقرانه، بل إنه توفى قبله بخمس سنين.
ورواية إبراهيم النخعى عن ابن مسعود - وإن كان ظاهرها الانقطاع - إلا أنها صحيحة، بل أصح مما لو أسند عنه، فقد قال الأعمش: "قلت لإبراهيم: أسند لى عن ابن مسعود. فقال إبراهيم: إذا حدثتكم عن رجل عن عبد الله، فهو الذى سمعت، وإذا قلت: قال عبد الله، فهو عن غير واحد عن عبد الله" كما في "التهذيب" (١/ ١٧٧, ١٧٨). ووصله الترمذي في "العلل" - آخر "جامعه" - (٥/ ٤١١) قال الحافظ ابن رجب الحنبلي في "شرح العلل" (ص ٢٣١): " ... وهذا يقتضي ترجيح المرسل على المسند، لكن عن النخعى خاصة، فيما أرسله عن ابن مسعود خاصة ... ".
قلت: فمن الغريب قول أخينا الشيخ الجديع في كتابه المذكور (ص ٥٨) - في هذا الأثر - "قلت: وهذا منقطع أيضًا، إبراهيم هو النخعي لم يدرك عبد الله". ثم ذكر نحوًا مما أسلفنا بشأن تقوية رواية الحكم عن حماد. فمثل هذا الأمر لا يخفى على مثله في تدقيقه وتحقيقه، ولكن الإحاطة لله وحده. ولم يتفرد الحكم بالأثر، فقد رواه ابن بطة في "الإبانة" (٩٣١) من طريق سفيان عن منصور عن حماد به ومنصور أيضًا من طبقة حماد، لكن ابن بطة رحمه الله فيه ضعف.
ورُوِى من طرق أخري عن حماد لا تقوى على إعلال الأثر، منها ما رواه ابن بطة (٩٣٣) من طريق الإمام أحمد عن هشيم عن العوام عن حماد عن ابن مسعود به - بإسقاط إبراهيم بينهما - وهذا إسناد ضعيف، فإن هشيمًا مدلس وقد عنعنه،