الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
الأحكام عند سوء العشرة أو الافتراق:
وهذا الموضوع ينقسم كما يبدو من عنوانه إلى مرحلتين:
الأولى: الأحكام عند سوء العشرة.
والثانية: الأحكام عند الافتراق بأي شكل من أشكال الافتراق، طلاقًا أو خلعًا.
والمرحلة الثانية نتيجة للأولى، وحين نعرض لهذه الأحكام إنما نأمل أن نصل بالبيت المسلم إلى شاطئ الأمان، فهذا يقتضي أن نبحث عن الأسباب التي أدت إلى سوء العشرة، فما يتزوج من يتزوج ليحيا في جو من التعاسة والألم، فيدمر نفسه وأبناءه، وينتهي حاله بالطلاق والفراق وتشريد الأبناء والأمراض النفسية والاجتماعية.
وكم يحتاج كل من الرجل والمرأة من الزمن ليبرأ من علته، ويصحو من رقدته، ويعود ليبحث له عن زوجة، وهذه الزوجة الثانية التي تأتي لبيت قد يكون به أبناء من الزوجة السابقة، هل تستطيع أن تتقبل هؤلاء الأبناء، وماذا في ذلك من بلاء قد يؤدي بدوره إلى الطلاق، والمطلقة ومعها أبناؤها الذين حُرموا من أبيهم، كيف ستتولى تربيتهم، وهل ستبقى هكذا دون زواج، وربما كانت في مقتبل العمر، ولو رغبت في الزواج مَن هذا الذي سيقبل الزواج منها وهي على هذا الحال؟! كثير من المشاكل ترتبت على سوء العشرة.
فما الذي جعل الزوجين أو أحدهما يعامل الآخر معاملة سيئة، زرعت بذور الكراهة والبغض فأنبتت حنظلًا مرًّا ودمارًا وضياعًا للزوجين وأبنائهم، وأثمرت