الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، أما بعد:
الإحسان إلى الوالدين:
والإحسان إلى الوالدين، وبر الوالدين من الموضوعات المهمة التي لو أن الناس أحسنوا إلى آبائهم وأمهاتهم سوف يترتب على ذلك خير كثير للناس في الدنيا وفي الآخرة.
كلمة الإحسان وكلمة البر في لغتنا العربية:
يقول ابن فارس في معجم (مقاييس اللغة): الحاء والسين والنون أصل واحد، فالحسن ضد القبح، يقال: رجل حسن وامرأة حسنة، ويقول في البِّر: الباء والراء في المضاعف أربعة أصول الصدق وحكاية صوت وخلاف البحر ونبت؛ فأما الصدق فقولهم: صدق فلان وبر، وبرت يمينه: صدقت، وأبرها: أمضاها على الصدق، ومن هذا الباب قولهم: يبر قرابته، وأصله الصدق في المحبة، يقال للرجل: بار وبار، وبررت والدي وبررت في يميني.
ومما قاله ابن منظور في (لسان العرب): الحسن ضد القبح والإحسان ضد الإساءة، والفرق بين الإحسان والإنعام أن الإحسان يكون لنفس الإنسان ولغيره، تقول: أحسنت لنفسي، والإنعام لا يكون إلا لغيرك، ويقول في المراد بالبر: البر الصدق والطاعة، وبر يبر إذا صلح، وبر في يمينه يبر إذا صدّقه ولم يحنث، وبر رحمه يبر إذا وصلها، وفي أسماء الله تعالى البَّر دون البار وهو العطوف على عباده ببره ولطفه، والبِّر ضد العقوق.
وفي (القاموس المحيط) يقول الفيروز أبادي: الحسن بالضم الجمال، والإحسان ضد الإساءة، والحسنة ضد السيئة، ويقول في البر: البر الصلة والجنة والخير