الحمد لله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك، وأن م حمدًا عبده ورسوله، صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهديه وسار على منهجه واتبع طريقه إلى يوم الدين، أما بعد:
فهذا الموضوع بعنوان إكرام الضيف:
الضيف -كما جاء في كتب اللغة- والفرق بينه وبين ابن السبيل
يقول صاحب معجم (مقاييس اللغة): ضيف، الضاد والياء والفاء أصل واحد صحيح، يدل على ميل الشيء إلى الشيء، يقال: أضفت الشيء على الشيء أملته، وضافت الشمس تضيف؛ أي: مالت، وكذلك تضيّفت إذا مالت إلى الغروب، والضيف من هذا، يقال: ضيفت الرجل تعرضت له ليضيفني وأضفته أنزلته عليَّ.
أما السبيل: فالسين والباء واللام أصل واحد يدل على إرسال شيء من علوٍّ إلى سفل وعلى امتداد شيء، ثم يقول: والممتد طولًا السبيل وهو الطريق، سُمي بذلك لامتداده، فابن السبيل إذًا هو ابن الطريق.
أما صاحب (لسان العرب) فيقول: ضيف ضفت الرجل ضيفًا وضيافة وتضيفته: نزلت به ضيفًا وملت إليه، وقيل: نزلت به وصرت له ضيفًا، وضفته وتضيفته: طلبت منه الضيافة، وفي حديث عائشة -رضي الله عنها-: "ضافها ضيف، فأمرت له بملحفة صفراء"، هو من ضفت الرجل إذا نزلت به في ضيافته، وأضفته وضيفته أنزلته عليك ضيفًا وأملته إليك وقربته، ويقول في السبيل: السبيل الطريق وما وضح منه، يذكر ويؤنث، وابن السبيل ابن الطريق، وتأويله: الذي قطع عليه الطريق، وهو المسافر انقطع به، وهو يريد الرجوع إلى بلده، ولا يجد من يتبلغ به، فله في الصدقات نصيب، وقال