فبالحديث عن عيسى ومحمد أكون قد استكملت الحديث عن أولي العزم من الرسل:
ولنبدأ بحكم الترتيب الزمني بعيسى -عليه السلام- فكم مرة ذكر في القرآن الكريم وفي أي سور القرآن ذكر؟ جمع كلمة عيسى في القرآن تجعلنا نجمع كلمة مريم، فهي أم عيسى، ونجمع كلمة المسيح فهي صفة له، وقد ورد اسم عيسى في القرآن خمسًا وعشرين مرة، ثلاث مرات في كل من "البقرة" و"النساء"، وخمس مرات في "آل عمران"، وست مرات في "المائدة"، ومرتين في "الصف"، ومرة واحدة في كل من "الأنعام" و"مريم" و"الأحزاب" و"الشورى" و"الزخرف" و"الحج".
أما اسم مريم فقد ذكر في القرآن أربعًا وثلاثين مرة، كما ذكر المسيح إحدى عشرة مرة، وذكر عيسى بأنه ابن مريم ست عشرة مرة، كما ذكر بأنه المسيح عيسى ابن مريم أربع مرات، وأنه المسيح ابن مريم أربع مرات، وأنه المسيح مرتين، وذكر الله قول النصارى في عيسى بأنه المسيح ابن الله مرة واحدة.
بهذا الجمع لكلمة عيسى ومريم والمسيح، نستطيع أن نصل إلى حقيقة عيسى، وكيف خلقه الله، وما كان من ضلال في الاعتقاد بأنه هو الله أو ابن الله أو ثالث ثلاثة، وقد أثبت القرآن بطلان ذلك، وبين أن عيسى عبده ورسوله، وأن الله حين خلقه بدون أب، فإنما كان ذلك ليبين أنه خالق الأسباب، وأنه لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، وأنه إذا أراد شيئًا فإنما يقول له كن فيكون، وأن مثل عيسى عند الله كمثل آدم، خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون.
وليس من موضوعنا مناقشة النصارى في عقائدهم، فهذا موضوع أشبعه العلماء بحثًا، وألفوا فيه الكتب والرسائل، لكن موضوعنا عرض بعض النماذج من