الفرق بين تناول القصة في التفسير الموضوعي، وتناولها في الفن القصصي
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
الفرق بين تناول القصة وفق منهج التفسير الموضوعي، وتناولها وفق الفن القصصي، في عرض الشخصيات والأدوات والحبكة القصصية، وتناول الآيات التي وردت في القصة على طريقة التفسير التحليلي للآيات:
فنحن في التفسير الموضوعي نجمع الآيات الواردة في القصة، وندرسها دراسة موضوعية، نستخلص الأحداث ونستنتج العبر والدروس، وقد تكون هذه الآيات متفرقة في القرآن الكريم بين الإطناب والإيجاز، كما ترى في قصص الأنبياء، من أمثال نوح وإبراهيم وموسى وعيسى وهود وصالح وشعيب وغيرهم، وقد تكون الآيات غير متفرقة، إنما هي مذكورة في موضع واحد، من سورة من سور القرآن، كهذه القصص التي سنتناولها بإذن الله: قصة أصحاب الكهف، وصاحب الجنتين، وموسى والخضر، وما إلى ذلك.
وهذا كما ترى يختلف عن إيراد القصة وفق الفن القصصي في تقسيمها إلى فصول ومشاهد، وشخصيات وعناصر تشويق، مما تراه فيما تقرأ من قصص كتبها أصحابها، مستقاة من قصص القرآن، أو من نسج الخيال، أو الواقع، بإضافة اللمسات الفنية، وما يتخيله الكاتب من كلام وحوار يجري على ألسنة أبطال القصة، أما التفسير التحليلي فهو هذا التفسير الذي يتناول الآيات في القرآن.
ومن ذلك الآيات التي تحمل قصة يتناولها آية آية، يذكر أسباب النزول إن وجدت ومعاني الكلمات، والمعنى الإجمالي ثم يغوص في كل كلمة في الآية، يستخرج ما فيها من أحكام إن كانت الآية تتحدث عن حكم من الأحكام، كما يعرض لتعبيرات