ذكر صاحب (المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم) أن اسم إبراهيم ورد تسعًا وستين مرة، منها خمس عشرة مرة في "البقرة"، وإحدى عشرة في "آل عمران"، وأربع مرات في كل من "الأنعام" و"هود" و"الأنبياء"، وثلاث مرات في "التوبة" و"مريم" و"الحج" و"الصافات"، ومرتين في "يوسف" و"النمل" و"العنكبوت" و"الممتحنة"، ومرة واحدة في كل من "إبراهيم" و"الحجر" و"الشعراء" و"الأحزاب" و"ص" و"الشورى"، و"الزخرف" و"الذاريات" و"النجم" و"الحديد" و"الأعلى".
وبهذا الحصر نستطيع أن نعرف متى ذكر إبراهيم في قصة تظهر منهجه في دعوته، ومتى ذكر على سبيل الإشارة والاستشهاد به في موقف، أو موضوع، يثبت الله به المؤمنين ويظهر خطأ المشركين وأهل الكتاب، والذين يدعون أن إبراهيم كان على دينهم، أو أنهم ينتسبون إليه، ويبنون على هذه النسبة أمورًا، ويريدون حقوقًا ليست لهم، إلى غير ذلك مما ورد فيه ذكر اسم إبراهيم -عليه السلام.
وأول ذكر لإبراهيم في القرآن تراه في سورة "البقرة"، وقد ورد ذكره في الربع الثامن من الجزء الأول إحدى عشرة مرة، وورد اسمه في الربع الأول من الجزء الثاني أربع مرات، وفي كل موضع نموذج بل عدة نماذج من دعوته عليه السلام، ففي الموضع الأول بيان لما يجب أن يكون عليه حملة الرسالة، من الصبر والطاعة لله والاستسلام له، والحرص على امتداد رسالتهم، والله حين يذكر ذلك، إنما يذكره ليكون نبراسًا لأهل الإيمان من أمة محمد -صلى الله عليه وسلم- وهذه هي آيات هذا الربع،