الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهديهم، إلى يوم الدين، أما بعد:
من البداية أود أن أضع أيديكم على الفرق بين كتابة بحث في قصص القرآن، وتناول هذا الموضوع من خلال التفسير الموضوعي.
فالذي يكتب بحثًا في قصص القرآن يقسمه إلى فقرات متتالية، تتعلق كل فقرة بجانب من جوانب الموضوع، دون أن يلاحظ ما جاء في القرآن عن القصة، وكم ذكرت مادتها، وماذا يعني ورودها في كل موضع ذكرت فيه، وهذا هو التفسير الموضوعي، ومع أن الخيط بين المنهجين خيط دقيق، إلا أنني سأحاول أن ألتزم بمنهجية البحث في التفسير الموضوعي، ولهذا رأيت أن أقسم الموضوع من خلال آيات القرآن التي تتحدث عن القصة -وتذكر بعض قصص القرآن- إلى:
الأول: المقصود بالقصة ومعنى أنها في القرآن الكريم.
والحديث عن المراد بالقصة يعني: البحث في كتب اللغة لبيان ذلك، فماذا تقول كتب اللغة؟ إننا عادة نتناول ما جاء بها وفق تسلسلها الزمني، فنبدأ بمعجم (مقاييس اللغة) ثم (لسان العرب) ثم معجم (مفردات ألفاظ القرآن) للراغب، وقد أذكر بعض ما جاء في (المعجم الوسيط) ونأخذ من هذه الكتب بعض ما فيها مع الاختصار بما يوضح المعنى المقصود.
يقول ابن فارس في معجم (مقاييس اللغة): "قَص: القاف والصاد أصل صحيح يدل على تتبع الشيء، من ذلك قولهم: اقتصصت الأثر إذا تتبعته، ومن ذلك اشتقاق القِصاص في الجراح، وذلك أنه يفعل به مثل فعله الأول فكأنه اقتص