الشافعي: ابن السبيل عندي من أهل الصدقة، وابن السبيل الذي يريد البلد غير بلده لأمر يلزمه، ويعطى قدر ما يبلّغه الذي ينزله في نفقته وحمولته.
أما صاحب (المفردات) الراغب الأصفهاني فيقول: ضيف أصل الضيف الميل يقال: ضفت إلى كذا وأضفت كذا إلى كذا، وضافت الشمس إلى الغروب وتضيفت، وضاف السهم عن الهدف وتضيف، والضيف: من مال إليك نازلًا بك، وصارت الضيافة متعارفة في القرى، وأصل الضيف مصدر، ولذلك استوى فيه الواحد والجمع في عامة كلامهم، وقد يجمع فيقال: أضياف وضيوف وضيفان، قال ضيفي إبراهيم:{وَلاَ تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي}(هود:٧٨){إِنَّ هَؤُلاء ضَيْفِي}(الحِجر: ٦٨) ويقال: استضفت فلانًا فأضافني، وقد ضفته فأنا ضائف وضيف، أما السبيل فهو الطريق فيه سهولة، وجمعه سبل، وابن السبيل المسافر البعيد عن منزله، نُسب إلى السبيل لممارسته إياه.
لعلكم لاحظتم أن الضيافة تعني الميل من شخص إلى شخص، فأنت لا تنزل ضيفًا إلا على من تحبه ومن تثق فيه ومن تعلم أنه سوف يرحب بك، وقد يكون هذا الضيف عابرًا لطريق وأن يكون رجلًا مسافرًا متنقلًا من بلد إلى بلد ينزل عند إخوانه وأهل دينه وأحبابه وأصدقائه وغير أصدقائه؛ ليجد عندهم الإكرام والمروءة والنجدة يزودنه بما يحتاج إليه من مال ومن متاع ومن مركب؛ حتى يصل إلى طريقه.
فهذه الكلمات لأهل اللغة تعني أن هناك في المجتمع الإسلامي -بل والمجتمع الإنساني- ما يعرف بالضيافة، وهو أن يأتي شخصًا لينزل عند شخصٍ آخر ليقوم هذا الشخص بإكرامه وإنزاله المنزلة اللائقة به.