إذا خرج من منزله قال: اللهم إني تصدَّقت بعرضي على عبادك))، ويروي أيضًا عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال:((إن الله يُحب الحليم الحيي ويبغض الفاحش البذيء))، وقال -عليه الصلاة والسلام-: ((من حَلُم ساد، ومن تفهَّم ازداد))، ويذكر عن بعض الأدباء قول من غرز شجرة الحلم اجتنى شجرة السلم، وقال بعض البلغاء: ما ذبَّ عن الأعراض كالصفح والإعراض، وذكر عن بعض الشعراء قوله:
أُحبّ مكارم الأخلاق جهدي ... وأكره أن أعيب وأن أعاب
وأصفح عن سباب الناس حلمًا ... وشر الناس من يهوي السباب
ومن هاب الرجال تَهيَّبوه ... ومن حقر الرجال فلن يهاب
ثم يقول: فالحلم من أشرف الأخلاق وأحقها بذوي الألباب لما فيه من سلامة العرض، وراحة الجسد، واجتلاب الحمد، وقد قال علي -رضي الله تعالى عنه-: "أول عوض الحليم عن حلمه أن الناس أنصاره، وحدّ الحلم ضبط النفس عند هيجان الغضب"، وهذا هو ما نذكره من الصفح والحلم.
وقد ذكر الإمام الماوردي عشرة أسباب تؤدّي إلى ضبط النفس؛ منها" الرحمة بالجهال، والقدرة على الانتصار، والترفع عن السباب ... إلى آخر ما ذكر من هذه الأسباب، والتي تحتاج إلى قراءتها في هذا الكتاب.
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.