من أدرك شهر رمضان فمات فلم يغفر له فأدخل النار فأبعده الله، فقل: آمين فقلت: آمين قال: ومن ذكرتَ عنده فلم يصلِّ عليك فمات فدخل النار فأبعده الله فقل: آمين فقلت: آمين)) فصلوات الله وسلامه على رسول الله -صلى الله عليه وسلم.
وعن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول:((انطلق ثلاثة نفر ممن كان قبلكم حتى آواهم المبيت إلى غار، فدخلوا فانحدرت صخرة من الجبل فسدت عليهم الغار، فقالوا: إنه لا ينجيكم من هذه الصخرة إلا أن تدعوا الله بصالح أعمالكم، قال رجل منهم: اللهم كان لي أبوان شيخان كبيران وكنت لا أغبق قبلهما أهلًا ولا مالًا -ومعنى لا أغبق قبلهم أهلًا ولا مالًا أي: ما كنت أقدم عليهما أحد في شرب نصيبهم من اللبن الذي يشربانه، والغبوق هو شرب آخر النهار- فنأى بي طلب شجر يومًا فلم أرح عليهم حتى ناما، فحلبت لهما غبوقهما، فوجدتهما نائمين فكرهت أن أغبق قبلهما أهلًا أو مالًا، فلبست والقدح على يدي أنتظر استيقاظهما حتى برق الفجر، فاستيقظا فشرب غبوقهما، اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك ففرج عنا ما نحن فيه من هذه الصخرة، فانفرجت شيئًا لا يستطيعون الخروج)) وتتابع زملاؤه في الدعاء كل منهما يذكر أمرًا فيه طاعة لله، فكان هذا من الأسباب التي أدت إلى انفراج هذه الصخرة، وأن هؤلاء الثلاثة خرجوا يمشون بفضل الله -سبحانه وتعالى.
بل إن الإسلام ليجعل القيام بالإحسان إلى الوالدين حق واجب على الأبناء حتى لو كان هؤلاء الآباء على الكفر والشرك، فهذه أسماء بنت أبي بكر الصديق -رضي الله عنهما- قالت: قدمت علي أمي وهي مشركة في عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فاستفتيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قلت: قدِمت علي أمي وهي راغبة -أي أتت راغبة في زيارتي- أفأصل أمي؟ قال:((نعم صِلي أمك)).