إطعام الطعام والصلاة بالليل والناس نيام)) وسئل -صلى الله عليه وسلم- عن الحج المبرور فقال:((إطعام الطعام وطيب الكلام)).
ثم يتكلم لنا عن الدعوة فيذكر لنا أن الداعي ينبغي أن يعمل بدعوته الأتقياء دون الفساق، قال -صلى الله عليه وسلم-: ((أكل طعامكم الأبرار)) في دعائه لبعض من دعا له، وقال -صلى الله عليه وسلم-: ((لا تأكل إلا طعام تقي، ولا يأكل طعامك إلا تقي)).
فيقصد الفقراء دون الأغنياء على الخصوص، قال -صلى الله عليه وسلم-: ((شر الطعام طعام الوليمة يدعى إليها الأغنياء دون الفقراء)).
ثم يقول: ينبغي أن لا يهمل أقاربه في ضيافته، فإن إهمالهم إيحاش وقطع رحم، وكذلك يراعي الترتيب في أصدقائه ومعارفه، فإن في تخصيص البعض إيحاشًا لقلوب الباقين، وينبغي إلا يقصد بدعواه المباهاة والتفاخر بل استمالة قلوب الإخوان والتسنن بسنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في إطعام الطعام وإدخال السرور على قلوب المؤمنين، وينبغي ألا يدعو من يعلم أنه يشق عليه الإجابة، وإذا حضر تأذى بالحاضرين بسبب من الأسباب، وينبغي ألا يدعو إلا من يحب إجابته ... إلى آخر ما ذكر في ذلك -عليه رحمة الله.
ثم يذكر لنا خمس آداب يجب على المسلم أن يتأدب بها في مسألة إجابة الدعوة:
أولها: ألا يميز الغني بالإجابة عن الفقير، فذلك هو التكبر المنهي عنه.
الثاني: لا ينبغي أن يمتنع عن الإجابة لبعد المسافة، كما لا يمتنع لفقر الداعي وعدم جاهه، بل كل مسافة يمكن احتمالها في العادة لا ينبغي أن يمتنع لأجل ذلك.
الثالث: ألا يمتنع لكونه صائمًا، بل يحضر، فإن كان يسر أخاه أن يفطر فليفطر، وليحتسب في إفطاره بنية إدخال السرور على قلبه ما يحتسب في الصوم وأفضل