تكونوا ضلالًا فهداكم الله؟ قالوا: صدق الله ورسوله قال: ألم تكونوا فقراء فأغناكم الله؟ قالوا: صدق الله ورسوله، ثم قال: ألا تجيبوني ألا تقولون أتيتنا طريدًا فآويناك، وأتيتنا خائفًا فأمناك، ألا ترون أن يذهب بالشاء والبقران -يعني: البقر- وتذهبون برسول الله -صلى الله عليه وسلم- فتدخلونه بيوتكم، لو أن الناس سلكوا واديًا أو شعبة وسلكتم واديًا أو شعبة سلكت واديكم أو شعبتكم، لولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار، وإنكم ستلقون بعدي أثرًا، فاصبروا حتى تلقوني على الحوض)).
يروي لنا الإمام الدارمي بسنده عن سعيد بن عامر عن هشام صاحب الدستوائي قال: قرأت في كتاب بلغني أنه من كلام عيسى يقول عيسى -عليه السلام- لأصحابه أو لبني إسرائيل:"تعملون للدنيا وأنتم ترزقون فيها بغير عمل، ولا تعملون للآخرة، وأنتم لا ترزقون فيها إلا بالعمل، وإنكم علماء السوء الأجر تأخذون، والعمل تُضيّعون، يوشك رب العمل أن يطلب عمله، وتوشكون أن تخرجوا من الدنيا العريضة إلى ظلمة القبر وضيقه، الله نهاكم عن الخطايا كما أمركم بالصلاة والصيام، كيف يكون من أهل العلم من سخط رزقه، واحتقر منزلته، وقد علم أن ذلك من علم الله وقدرته، كيف يكون من أهل العلم من اتهم الله فيما قضى له، فليس يرضى شيئًا أصابه، كيف يكون من أهل العلم من دنياه آثر عنده من أخرته، وهو في الدنيا أفضل رغبة، كيف يكون من أهل العلم مَن مصيره إلى آخرته، وهو مقبل على دنياه، وما يضره أشهى إليه، أو قال: أحب إليه مما ينفعه، كيف يكون من أهل العلم من يطلب الكلام ليُخبر به، ولا يطلبه ليعمل به، فنسأل الله السلامة والعافية". والشاهد في هذا الحديث هو قول عيسى -عليه السلام-: "كيف من يكون من أهل العلم من دنياه آثر عنده من آخرته"، وكنا نذكر في آيات القرآن قول الله تعالى