للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الأمثال) (١) ، ولا يبعد أن يكون هذا الكتاب تنسيقاً لأمثال المفضل أو تفسيراً لها. على أن أثر كل من ابن الأعرابي والطوسي في هذا المجموع واضح، فهناك تعليقات وشروح لغوية في صفحات متعددة من الكتاب تدل على تدخل من هذين الرجلين، وفي تعليق على المثل ((تسمع بالمعيدي)) نجد اسم الكسائي أيضاً: (قال الكسائي: الطوسي يشدد الدال ويقول: المعدي) ، ومن الواضح أن هؤلاء الثلاثة متأخرون في الزمن عن المؤلف، وأن النص الذي وضعه الممفضل، لم يبق على نقائه الأول، بل فيه تصويب لبعض ما وهم فيه مثل قوله أن البسوس اسم للناقة، مع أن اسم ناقتها ((سراب)) (٢) .

وقد يوهم النص لدى المفضل أنه يروي عمن أسمه أبو النجم حبيب بن عيسى (٣) ، ورغم أني لم أعثر على تعريف بهذا الرجل فإني أميل إلى الاعتقاد بأن رواية حبيب بن عيسى مضافة إلى الكتاب الأصلي، لأنها حيثما وردت تمثل تعديلاً لرواية المفضل أو معارضة لها أو زيادة عليها؛ ومثل هذا العمل يبدو مبنياً على مقارنة روايتين منفصلتين، ولابد - إذا صح ذلك - أن يكون من عمل أحد المعلقين. وفي إحدى الأحوال ربما قدرنا أن بعض الأمثال لم يكن يعرفها المفضل، ففي أمثال بيهس زاد حبيب بن عيسى: ((دعوني فكفي بالليل خفيرا)) (٤) ، ومن ذلك أنه بعد أن أورد المثل ((لعلني مضلل كعامر)) قال: ومما زاده في هذا الحديث/ المثل ما قاله المستوغر ((إن المعافى غير مخدوع)) (٥) ، فهذا الثاني زيادة لا ندري من أضافها، وإن أصبحت في كتب الأمثال من بعد هي


(١) الفهرست: ٧٦.
(٢) أمثال الضبي (ط. الجوائب) ٥٦ وانظر أيضاً ص ٨٢.
(٣) انظر مثلاً ص: ٢١، ٢٢، ٤٤، ٦٧ من طبعة الجوائب؛ وقد وهم الدكتور زلهايم فظن أن المفضل ينقل عن ((أبي عبد الله يزيد)) (الأمثال العربية القديمة: ٧٣) وإنما هذا تعليق لأبي عبد الله ابن الأعرابي، وصوابه: قال أبو عبد الله: يريد تركت من هجوته خير قومه ... الخ.
(٤) أمثال الضبي (الجوائب) ٤٤. (رقم: ٢٨) .
(٥) أمثال الضبي (الجوائب) : ٦. (رقم: ٢) .

<<  <   >  >>