للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

المعتمدة (١) ، وتوارى المثل الأول ((لعلني مضلل كعامر)) أو انقطعت صلته بأخيه المثل السابق.

إن هذين المثلين قد يدلان على أن النقل عن المفضل الضبي لدى كل من الميداني والعسكري لم يكن يتم بالاطلاع المباشر على كتابه بل بالواسطة، أو قد يدلان على عدم اتفاق النسخ التي احتفظت بأمثال الضبي، فالميداني أورد للمثل ((إن المعافى..)) قصة لا علاقة لها بالقصة التي أوردها المفضل، ثم أورد ((لعلني مضلل كعامر)) (٢) ، فاختصر القصة التي أوردها المفضل. وأما العسكري فإنه لا يعرف شيئاً عن المثل الأول؛ وإنما أورد الثاني في حرف الحاء ((حسبتني مضللاً كعامر)) ثم قال: ولا نعرف عامراً هذا (٣) ؛ ومثل هذين الفرضين قد يفسران اختفاء أمثال - أوردها المفضل - من المجاميع كان يهدف إلى الاستقصاء في الجمع والتبويب.

ومما يستوقف النظر الأمثال التي وردت على وزن ((أفعل)) ولعلها لا تتجاوز ثمانية، وفي معظمها يمكن القول بأنها إضافات متأخرة؛ كذلك لا نجد لدى الضبي من أمثال على ألسنة الحيوانات إلا مثل الحية ((ذات الصفا)) ولولا تواتر الرواية بنقل قصة هذا المثل عن المفضل لرجحت أنه مما زيد على أصل الكتاب، خصوصاً وأنه قد جاء آخر شيء فيه.

ويقابل هذا الحضور الضعيف في أمثال أفعل والأمثال على ألسنة الحيوانات، شهود واضح لما يمكن أن يسمى ((الأمثال العنقودية)) ، وأعني بذلك تفرع عدة أمثال عن قصة واحدة، أو ربط قصة واحدة بسلسلة من الأمثال، ويرى الدكتور عبد المجيد عابدين أن طائفة كبيرة من هذه الأمثال كانت هي الأصل ثم


(١) انظر مجمع الأمثال ١: ٧ في قصة مختلفة عما أورده الضبي.
(٢) الميداني ٢: ٩٧.
(٣) جمهرة العسكري ١: ٣٨٢.

<<  <   >  >>