للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقد ذكر عن بعض هوازن، ممن أسلم منهم بعد ذاك، أنه قال (١) : لقينا المسلمين فما لبثنا (٢) أن هزمناهم وابتعناهم، حتى أتينا إلى رجل راكب بغلة شهباء، فلما رآنا زبرنا وانتهزنا (٣) ، فما ملكنا أنفسنا أن رجعنا على أعقابنا، وما تراجع سائر من كان مع النبي صلى الله عليه وسلم إلا وأسرى هوازن بين يديه. وثبتت أم سليم في جملة من ثبت في أول الأمر، مخترمة ممسكة خطام جمل بي طلحة وفي يدها خنجر.

وانهزمت هوازن، وملك الأموال والعيال، واستحر القتل في بني مالك من ثقيف. فقتل منهم خاصة يومئذ سبعون رجلاً، في جملتهم رئيساهم: ذو الخمار، وأخوه عثمان، ابنا عبد الله بن ربيعة بن الحارث، ولم يقتل من الحلاف إلا رجلان، لأن سيدهم قارب بن السود لما رأى أول الهزيمة أسند رايته إلى شجرة وفر بقومه. وهرب مالك بن عوف النصري مع جماعة منهم، فدخل الطائف مع ثقيف، وانحازت طوائف مع هوازن إلى أوطاس. وتوجه بنو غيرة من الأحلاف من ثقيف إلى نخلة، فاتبعت طائفة من خيل المسلمين من توجه نحو نخلة، وأدرك ربيعة بن رفيع بن أهبان بن ثعلبة بن ربيعة بن يربوع بن سمال بن عوف بن امرئ القيس من بني سليم -: دريد بن الصمة فقتله، وقيل: إن قاتل دريد هو عبد الله بن قنيع بن أهبان بن ثعلبة بن ربيعة.

وفي هذه الغزوة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد انقضائها: " من قتل قتيلاً له عليه بينة فله سلبه. ".


(١) راجع هذا النص في الطبري، وفي تاريخ الخميس ٢: ١٠٥.
(٢) في الأصل: فما لبثناهم.
(٣) زبره: نهاه وانتهره.

<<  <   >  >>