عليهم. حتى إذا استوثق منهم «١» ، أعجلهم وحزق «٢» بهم، حتى يتقوه ببيع بعض الدار، أو باسترهان الجميع، ليربح، مع الذهاب بالأصل، السلامة، مع طول مقامه، من الكراء. وربما جعله بيعا في الظاهر، ورهنا في الباطن، فحينئذ يقتضيهم دون المهلة، ويدّعيها قبل الوقت.
وربما بلغ من استضعافه واستثقاله لأداء الكراء، أن يدّعي أن له شقيصا «٣» وأن له يدا ليصير خصما من الخصوم، ومنازعا غير غاصب.
وربما أخذهم ومعه امرأة يفجر بها، فيجعل استئجار البيوت وتصفّح المنازل، علة لدخولها والمقام ساعة فيها. فإذا استقر في المنزل، قضى حاجته منها، وردّ المفتاح. وربما اكترى المنزل وفيه مرمّة، فاشترى بعض ما يصلحها، ثم يتوخّى عاملا جيد الكسوة، وجيرانا أصحاب آنية وآلة، فإذا شغل العامل وغفل، اشتمل على كل ما قدر عليه، وتركهم يتسكعون. وربما استأجر الى جنب سجن لينقب أهله اليه، وإلى جنب صرّاف لينقب عليه، طلبا لطول المهلة والستر، ولطول المدة والأمن.
وربما جنى الساكن ما يدعو إلى هدم دار المسكن، بأن يقتل قتيلا أو يجرح شريفا، فيأتي السلطان الدار (وأربابها إما غيّب وإما أيتام وإما ضعفاء) فلا يصنع دون أن يسوّيها بالأرض.
وبعد فالدّور ملقاة «٤» ، وأربابها منكوبون وملقّون. وهم أشد الناس اغترارا بالناس، وأبعدهم غاية من سلامة الصدور. وذلك أن من دفع داره ونقضها وساجها «٥» وأبوابها، مع حديدها وذهب سقوفها الى مجهول